[*البحيرة (معركة)]
نشبت بين الموحدين والمرابطين - بعد الانتصارات المتتالية
للموحدين - معركة جديدة فى بقعة البحيرة، وهُزم الموحدون،
وتمزقت قواتهم، وقتل البشير قائد الموحدين ومعظم زملائه،
وانسحب عبد المؤمن بن على فى فلوله، وفتكت القوات
المرابطية بالموحدين، وارتدت القوات الموحدية إلى تينملل. وقعت
بالمغرب الأقصى يوم الجمعة (٢٩ من ربيع الآخر ٥٢٤هـ = ١١ من
أبريل ١١٣٠م)، وشارك فيها ابن تومرت، وقيل: كان مريضًا،
فلما وقف على أخبار النكبة سأل: هل عبد المؤمن على قيد
الحياة؟ فلما أُجيب بالإيجاب، قال: الحمد لله، قد بقى أمركم.
وكانت هزيمة الموحدين فادحة؛ فقد كان المرابطون يتفوقون
فى العدد وقد أرهقت الموحدين المعارك المتوالية، وبدأ القتال
بمعركة محلية نشبت بين جيش سجلماسة وحرس الأمير النصرانى،
وبين قوة من الموحدين، فهُزم الموحدون، ثم كانت معركة عامة
قاتل فيها الموحدون بشجاعة فائقة، ولكن المرابطين - فضلاً عن
كثرتهم -كانت تحدوهم روح الانتقام، فقاتلوا بشدة رائعة. وقُتل
من الموحدين أربعون ألفًا، وقيل: إنه لم يسلم من الموحدين إلا
أربعمائة؛ بين فارس وراجل، وارتد عبد المؤمن بن على إلى
أغمات حتى أرض هيلانة، وطارده المرابطون، وانتصروا على
الموحدين، وارتد المرابطون إلى مراكش، وسارت فلول الموحدين
إلى تينملل. ورغم هذا الانتصار الساحق للمرابطين فى موقعة
البحيرة فإن النصر كان للموحدين فى النهاية؛ إذ كانت هذه
المعركة درسًا مفيدًا للموحدين؛ فقد امتنعوا عن منازلة أعدائهم
فى السهل، واعتصموا بالجبال.