مقاليد البلاد، واستقر بالقيروان، فأقام سياسة العدل بين سكان هذه
البلاد، وسار فيهم بأحسن سيرة، ثم عمد إلى تجديد النشاط
العسكرى، وأرسل السرايا والبعوث إلى أماكن متفرقة من أرض
المغرب، فحققت نجاحًا ملحوظًا فيما ذهبت من أجله، وعادت بالمغانم
الكثيرة والنصر المظفر. وظل «محمد بن يزيد» واليًا على «المغرب»
حتى وفاة «سليمان بن عبدالملك»، فعزل من ولايته بعد أن قضى
بها سنتين وعدة أشهر.
- إسماعيل بن عبدالله (١٠٠ - ١٠١هـ= ٧١٨ - ٧١٩م):
اختاره الخليفة «عمر بن عبدالعزيز» لصفاته الحسنة وسمعته الطيبة،
لتولى هذا المنصب فى سنة (١٠٠هـ=٧١٨م)، وبعث معه مجموعة من
التابعين، منهم: «سعد بن مسعود التجيبى»، لمعاونته فى نشر
الإسلام، وتعليم الناس قواعده، وقد أثمرت سياسة «إسماعيل»
الطيبة بين الرعية، فى إقبال البربر على اعتناق الدين الإسلامى،
وأسلم جميع البربر فى أيامه كما ذكر «ابن خلدون».
ولاشك أن سياسة الدولة الإسلامية عامة، التى انتهجها الخليفة
العادل «عمر بن عبدالعزيز»، كان لها أثرها الواضح على كل أقاليم
الدولة، خاصة وأن الخليفة قد حرص على اختيار ولاة أكفاء؛
يتخلقون بأخلاق الإسلام، لذا أشار كثير من المؤرخين إلى الدور
الإيجابى الذى قام به «إسماعيل بن عبدالله» فى تعليم «البربر»
القرآن، وقواعد الحلال والحرام، وقد عُزل «إسماعيل» من منصبه
عقب وفاة الخليفة «عمر بن عبدالعزيز» فى سنة (١٠١هـ= ٧٢٠م)،
فتولى «يزيد بن أبى مسلم» ولاية «المغرب» خلفًا له.
- يزيد بن أبى مسلم:
لم يُقر الخليفة «يزيد بن عبدالملك» -الذى تولى الخلافة خلفًا لعمر بن
عبدالعزيز فى سنة (١٠١هـ = ٧٢٠م) - سياسة اللين والتسامح التى
انتهجها الخليفة السابق «عمر»، واستوجب ذلك تغييرًا عاما فى
سياسة الدولة، فعزل جميع الولاة، وعين آخرون مكانهم. وكان «يزيد
بن أبى مسلم» من بين الولاة الجدد.
أقبل «يزيد» إلى «القيروان» فى سنة (١٠١هـ=٧٢٠م)، وتولى مقاليد