الأمور فيها، واتبع سياسة الشدة والحزم تجاه أهل «المغرب» مثلما
اتبعها مع أهل «العراق» من قبل، وفرض الجزية على مَن أسلم من
أهل الذمة ليزداد الدخل المالى فى خزينة الدولة، كما أنه خصَّ طائفة
من قبيلة «البتر» البربرية بحراسته دون غيرها، وأساء إلى آل
«موسى بن نصير» وبعض الشخصيات العربية المقيمة بالقيروان،
فأثار عليه ذلك حفيظة بعض حرسه من غير «البتر» وقتلوه.
- بشر بن صفوان:
تحرك «بشر» تجاه «المغرب» فى أواخر سنة (١٠٢هـ=٧٢١م)، وقد بدأ
أعماله بالتحقيق فى مقتل «ابن أبى مسلم»، واكتشف أن هناك
بعض المحرضين للجند على فعل ذلك لإشعال الفتنة، فأمر بإعدامهم
كما أمر بعزل «الحسن بن عبدالرحمن» والى «الأندلس» من منصبه،
وولى مكانه «عبدالله بن سحيم الكلبى»، ثم قام فى سنة (١٠٩هـ=
٧٢٧م) بحملة بحرية على «جزيرة صقلية»، وعاد منتصرًا ومحملا بكثير
من المغانم والأسلاب، ثم مرض عقب عودته من هذه الغزوة، ومات فى
العام نفسه.
- عبيدة بن عبدالرحمن السلمى:
وصل القيروان فى سنة (١١٠هـ=٧٢٨م)، فأرسل «المستنير بن
الحبحاب الحرشى» أحد القادة العسكريين على رأس حملة بحرية إلى
«صقلية»، ولكن هذه الحملة لم تحقق نجاحًا، وغرقت معظم سفنها.
وقد عين «عبيدة» بعض الولاة من قِبله على «الأندلس» فى سنة
(١١٤هـ=٧٣٢م)، ثم توجه إلى مقر الخلافة بدمشق، وطلب إعفاءه من
منصبه، فأُجيب إلى مطلبه.
- عبيدالله بن الحبحاب:
وصل «عبيدالله» إلى «المغرب» فى سنة (١١٦هـ=٧٣٤م)، وبدأ ولايته
بتجهيز حملة بقيادة «حبيب بن أبى عبيدة بن عقبة بن نافع»، وبعث
بها لفتح بعض المناطق؛ لتأمين الأقاليم الإسلامية بالمغرب، فتوغلت
هذه الحملة حتى وصلت إلى «السوس الأقصى»، وأرض «السودان»،
وحققت الأهداف التى خرجت من أجلها.
وقد انتهج «عبيدالله» سياسة مغايرة لسابقيه، فأسرف فى جمع
الأموال مستخدمًا القسوة والقوة وشرع فى تخميس البربر، أى اعتبر