للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أسلم منهم ومن لم يسلم فيئًا للمسلمين، بخلاف ما اعتاد عليه

هؤلاء البربر حيث منح الولاة من أسلم منهم نفس الحقوق والواجبات

الخاصة بالمسلمين كما أنه أزكى نار العصبيات القبلية، حيث حابى

أبناء قبيلته من القيسية وأساء معاملة اليمنية وغيرهم، فكانت

النتيجة أن قامت الثورات المدمرة فى أقاليم «المغرب»، ودخل البربر

فى صراع مسلح مع ولاتهم من العرب، وترتب على ذلك انفصال

«المغرب الأقصى» عن سلطة الخلافة بدمشق.

كلثوم بن عياض القشيرى:

وقع اختيار الخلافة عليه، لتولى مقاليد الأمور بالمغرب، ومواجهة

الأحداث الخطيرة التى نشبت على أرضه، وتوجه على رأس جيش كبير

تعداده سبعون ألف مقاتل إلى هذه البلاد، ودعمته الخلافة بكل ما

يحتاج إليه، ووصل على رأس جيشه إلى «بقدورة» بالمغرب

الأقصى، ودخل فى معركة شرسة مع جحافل البربر، وقد انتهت هذه

المعركة بهزيمة جيش العرب، فضلا عن مقتل «كلثوم» نفسه ومعه

كثير من زعماء الجيش، وفرَّ الباقى إلى «طنجة» ومنها إلى

«الأندلس».

- حنظلة بن صفوان الكلبى:

كان «حنظلة» واليًا على «مصر»، وكان ذا كفاءة عالية وخبرة

كبيرة، فضلا عن إلمامه بأخبار «المغرب» وأوضاعه بحكم الجوار بين

«مصر» و «المغرب»، فوقع عليه اختيار الخليفة «هشام بن عبدالملك»

لتولى شئون «المغرب»، وأمره بالتوجه إليها فى سنة (١٢٤هـ=

٧٤٢م)، فخرج على رأس جيش بلغ تعداده ثلاثين ألف مقاتل، قاصدًا

«القيروان»؛ لمواجهة أحداث المغرب.

ووصلت الأخبار إلى «حنظلة» بمسير البربر إليه فى جيشين كبيرين،

أحدهما بقيادة «عكاشة الصفرى الخارجى»، والآخر بقيادة

«عبدالواحد بن يزيد الهوارى»، وقد سار الجيشان فى طريقين

مختلفين، فاضطر «حنظلة» إلى لقاء كل جيش على حدة، وبدأ

بمحاربة جيش «عكاشة» وأنزل به هزيمة كبيرة؛ أعادت الثقة إلى

نفوس جيشه، ثم كان اللقاء الثانى بجيش «عبدالواحد» عند «باجة»،

ودارت بين الفريقين معركة عنيفة، انتهت بهزيمة جيش الخلافة،

<<  <  ج: ص:  >  >>