الداخلية للدولة التيمورية أجبرت الأمير «شاه رخ» على العودة
إلى «خراسان»، مما أتاح الفرصة للأمير «إسكندر» للعودة إلى
إمارته واسترداد ملكه، وتحقيق انتصارات متتالية فى «أرمينية»
و «أران»، و «بلاد الأكراد». واستمر الصراع بينهما حتى قتل
الأمير إسكندر سنة (٨٤١هـ) فتولى أخوه الأمير «جهانشاه»
زعامة أمراء «قراقيونلو»، واصطدم بالتيموريين وهزم «الميرزا
علاء الدولة التيمورى» واستولى منه على «خراسان»، وفى
الوقت نفسه تمرد ابن «جهانشاه» عليه فى «أذربيجان»،
فاضطر إلى مصالحة التيموريين ثانية، وأعاد إليهم «خراسان»،
ثم عاد إلى «تبريز» عاصمته ليتمكن من مواجهة ابنه والقضاء
على تمرده، فخرج عليه «حسن بيك» أحد أفراد قبيلة «آق
قيونلو»، وقتله فى سنة (٨٧٢هـ = ١٤٦٧م). كان الأمير «حسن
على» هو آخر أمراء هذه الدولة، وهو ابن الأمير «جهانشاه»
الذى اعتقله فى «باكو» نحو خمسة وعشرين عامًا؛ فلما ولى
الأمير «حسن» الحكم، لقى هزيمة منكرة على أيدى قبيلة «آق
قيونلو» بزعامة «أوزون حسن» فى عام (٨٧٣ هـ = ١٤٩٥ م)،
وسقطت أسرة «قراقيونلو»، فكانت النهاية. لم تتح الحروب
والمعارك العسكرية فرصة كافية أمام أمراء «قراقيونلو»
للاهتمام بمظاهر الحضارة، فقد عاشت دولتهم فى صراعات
متواصلة من أجل الحفاظ على حدودها من الجلائريين
والتيموريين، ولكن ذلك لم يمنع الأمير «جهانشاه» من الاهتمام
بالأدب والشعر، إذ كان هو نفسه ينظم الشعر، وكان محبا له.
وقد شيد «جهانشاه» مسجدًا يعد تحفة فنية فى عمارته، وهو
«المسجد الأزرق» الذى يمثل العمارة الإسلامية فى هذه المنطقة.
لم يمنح التيموريون أيا من أمراء «قراقيونلو» فرصة الاتجاه نحو
الاهتمام بمظاهر الحضارة، لأنهم كانوا يحطمون كل شىء
ويقضون على الأخضر واليابس فى غزوهم الشامل على مناطق
نفوذ أمراء «قراقيونلو»، لذا لم يهتم هؤلاء الأمراء بمظاهر
الحضارة، وصرفوا جهودهم إلى النشاط الحربى.