فولوك دى توبى، وقد استجاب لدعوته كثير من الإقطاعيين
والأشراف بفرنسا، ولكن كراهية الأوربيين للبيزنطيين جعلتهم
يعتقدون أنه لن يكون بإمكانهم مقارعة المسلمين، إلا إذا أقاموا
دولة لاتينية على أنقاض الدولة البيزنطية، فاتجهت الحملة نحو
القسطنطينية، واحتلتها سنة (١٢٠٤م). الحملة الصليبية الخامسة
(١٢١٦ - ١٢٢١م): دعا إليها البابا هونوريوس الثالث، وكان
هدفها الاستيلاء على مصر، واستولى الصليبيون خلالها على
دمياط، ولكنهم لم يلبثوا أن أخلوها، وانتهت الحملة بالفشل.
الحملة الصليبية السادسة (١٢٢٨ - ١٢٢٩م): قادها فريدرك الثانى
إمبراطور ألمانيا، وكان زائرًا مسالمًا؛ فتفاهم مع
المسلمين، وعقد معاهدة سنة (١٢٢٩م) مع الملك الكامل سلطان
مصر، وكان من شروطها: التخلِّى عن الناصرة وبيت لحم والقدس
للصليبيين، واستمرت هذه المعاهدة إلى أن تُوفِّى الملك الكامل
سنة (١٢٣٩م) وخلفه ابنه الملك الصالح الذى أعلن الحرب على
الصليبيين، واحتل بيت المقدس ليعيدها إلى حوزة الإسلام سنة
(١٢٤٤م). الحملة الصليبية السابعة (١٢٤٨ - ١٢٥١م): تولى قيادتها
لويس التاسع ملك فرنسا وتمكَّن من احتلال دمياط، وفى هذا
الوقت تُوفِّى الملك الصالح، وقامت بالدفاع عن مصر امرأته
شجرة الدر، وفشلت حملة لويس، وأسر، ولم يُطلَق سراحه إلا بعد
تعهده بمغادرة أرض مصر. الحملة الصليبية الثامنة (١٢٧٠م):
قادها الملك لويس التاسع أيضًا؛ فأغار على تونس، ولكن وفاته
حالت دون استمرارها. الحملة الصليبية التاسعة (١٢٧١ - ١٢٧٢م):
قادها الأمير إدوارد الأول، وكان نصيبها الفشل أيضاً، وتمكن
المماليك من طرد الصليبيين من الشرق الأدنى.