والمستعلى .. الخ، وانتهى الأمر باستيلاء بنى زيرى ملوك غرناطة
على مالقة، وبنى عباد على الجزيرة الخضراء وانتهى بذلك ملك
الحموديين.
أما حزب الصقالبة فقد أقام مجاهد العامرى فى مملكته بداتية والجزر
الشرقية خليفة أمويا هو الفقيه أبو عبدالله بن الوليد المعيطى الذى
لقبه بالمنتصر بالله.
لكن مجاهد مالبث أن طرده ونفاه إلى بلاد المغرب عندما علم أنه
تآمر عليه أثناء غزوه لجزيرة «سردينيا «.
وقد اصطدمت مصالح هؤلاء جميعًا لقرب المسافات بينهم، وهذا وضع
جعل المراكشى يسخر منه فيقول:
» وصار الأمر فى غاية الأخلوقة (الأضحوكة) والفضيحة، أربعة كلهم
يتسمى بأمير المؤمنين فى رقعة من الأرض مقدارها ثلاثون فرسخًا
فى مثلها «.
كما كان جديرًا بتندر ابن حزم الذى علق عليه بقوله:
» واجتمع عندنا بالأندلس فى صقع واحد خلفاء أربعة، كل واحد منهم
يخطب له بالخلافة بموضعه، وتلك فضيحة لم ير مثلها، أربعة رجال
فى مسافة ثلاثة أيام كلهم تسمى بالخلافة، وإمارة المؤمنين «.
تجرى الأمور على هذا النحو المرير بالأندلس فى الوقت الذى كانت
تعمل فيه دول إسبانيا المسيحية فى شمال البلاد على توحيد
صفوفها تساندها فرنسا والبابوية فى روما.
وما إن زالت الدولة الأموية من الأندلس حتى تغلغل النفوذ الفرنسى
بكل صوره، سياسية وثقافية ودينية فى الشمال الإسبانى باعثًا
روحًا صليبية جديدة ضد المسلمين.
وكان يحكم إسبانيا المسيحية فى هذه الآونة رجل طموح هو الملك
«ألفونسو السادس» ملك قشتالة، نجح فى توحيد مملكتى قشتالة،
وليون، وسيطر على الممالك المسيحية الشمالية، وتوَّج جهوده
العسكرية باحتلال «طليطلة» عاصمة الثغر الأدنى للمسلمين سنة
(٤٧٨هـ = ١٠٨٥م)، رغم تميزها بموقع منيع.
وكان سقوط مدينة «طليطلة» فى أيدى الإسبان كارثة كبرى
للمسلمين؛ لأن العدو احتل الأراضى الواسعة التى تمتد جنوبًا حتى
جبال قرطبة، وأطلق على هذه المنطقة الجديدة اسم «قشتالة