حيث يفوض الخليفة الوزير فى تدبير أمور الدولة برأيه واجتهاده،
فتكون له السلطة المطلقة فى الحكم والتصرف فى شئون الدولة.
- وزارة التنفيذ:
حيث يكون الوزير وسيطاً بين الخليفة والرعية والولاة، ومجرد منفذ
لأوامر الخليفة.
وقد أحدث العباسيون نظام الوزارة فى بداية دولتهم متأثرين فى
ذلك بالنظم الفارسية، ولم تكن مسئوليات الوزير فى بداية الأمر تبعد
كثيرًا عن مسئوليات الكاتب، وقد حصر «أبو جعفر المنصور» مهمة
الوزير فى التنفيذ وإبداء الرأى والنصح، ولم يكن له وزير دائم، ومن
وزرائه: «الربيع بن يونس» الذى اشتهر باللباقة والذكاء وحسن
التدبير والسياسة.
وقد ظهرت شخصية الوزراء إلى حد كبير فى عهد الخليفة
«المهدى»، لما ساد الدولة من هدوء نسبى، ومن هؤلاء الوزراء
الأقوياء «يعقوب بن داود»، ثم صار للوزارة شأن كبير فى عهد
«الرشيد»، و «المأمون» لاعتماد الأول على البرامكة، والثانى على
«بنى سهل»، فمُنِحَ «يحيى البرمكى» وزير «الرشيد»، و «الفضل بن
سهل» وزير «المأمون» صلاحيات وسلطات واسعة، جعلت نفوذهما
يمتد إلى جميع مرافق الدولة، ولكن سرعان ما تم التخلص منهما.
ج- الكتابة:
كانت طبقة الكُتَّاب ذات أهمية كبيرة فى «الدولة العباسية»، وكان
الكاتب ذا علم واسع وثقافة عريضة؛ لأنه يقوم بتحرير الرسائل
الرسمية والسياسية داخل الدولة وخارجها، كما يتولَّى نشر القرارات
والبلاغات والمراسيم بين الناس، ويجلس على منصة القضاء بجوار
الخليفة لينظر فى الدعاوى والشكاوى ثم يختمها بخاتم الخليفة.
ومن أشهر الكُتَّاب فى العصر العباسى الأول «يحيى بن خالد بن
برمك» فى عهد «الرشيد»، و «الفضل» و «الحسن» ابنا «سهل»،
و «أحمد بن يوسف» فى عهد «المأمون»، و «محمد بن عبدالملك
الزيات» و «الحسن بن وهب»، و «أحمد بن المدبر» فى عهد
«المعتصم» و «الواثق».
د - الحجابة:
وهى وظيفة تقوم بمساعدة الحكام فى تنظيم الصلة بينهم وبين