الرعية، فالحاجب واسطة بين الناس والخليفة، يدرس حوائجهم، ويأذن
لهم بالدخول بين يدى الخليفة أو يرفض ذلك إذا كانت الأسباب غير
مقنعة؛ وذلك حفاظًا على هيبة الخلافة وتنظيمًا لعرض المسائل حسب
أهميتها على الحاكم الأعلى للبلاد.
وقد اقتدى العباسيون بالأمويين فى اتخاذ الحُجَّاب، وأسرفوا فى
منع الناس من المقابلات الرسمية، ولعل هذا هو السبب المباشر فى
نشأة ما أسماه «ابن خلدون» «الحجاب الثانى»، فكان بين الناس
والخليفة حاجزان عبارة عن دارين، أحدهما يُسمَّى «دار الخاصة»
والآخر «دار العامة»، وكان الخليفة يقابل كل طائفة حسب حالتها
وظروفها فى إحدى هاتين الدارين تبعًا لإرادة الحُجَّاب على أبوابها.
هـ - ولاية الأقاليم:
المقصود بالأقاليم: المناطق التى تتكون منها الدولة. وقد كان النظام
الإدارى فى «الدولة العباسية» نظامًا مركزيا؛ حيث صار الولاة على
الأقاليم مجرد عمال للخليفة على عكس ما كانوا عليه فى «الدولة
الأموية».
وقد قسم العباسيون الولاية على الأقاليم إلى قسمين، وخصوصًا فى
عهد «الرشيد»، الأول: الولاية الكبرى وهى التى تكون لأحد أبناء
الخليفة أو شخص مقرب من الخليفة؛ حيث يتولى هذا الوالى عدة
أقاليم فى الدولة ويقوم بتصريف أمورها من العاصمة، أو من أحد
تلك الأقاليم بعد الرجوع إلى الخليفة، ويرسل إليها ما يشاء من
الولاة. الثانى: الولاية الكاملة: حيث يتمتع الوالى ببعض السلطات التى
توسع دائرة نفوذه، مثل النظر فى الأحكام وجباية الضرائب والخراج
وحماية الأمن وإمامة الصلاة وتسيير الجيوش للغزو.
و الدواوين:
ظهرت الدواوين فى «الدولة الإسلامية»، كبقية المؤسسات الإدارية،
نتيجة لاحتياج المسلمين إليها، وقد جعل «ابن خلدون» وجود الديوان
من الأمور اللازمة للملك.
وللديوان أهمية كبرى فيما يتعلق بأموال الدولة وحقوقها وحصر
جنودها ومرتباتهم، ويرجع الفضل فى تنظيم الدواوين فى العصر
العباسى إلى «خالد بن برمك».