شبه القارة الهندية، رافعًا راية الجهاد تحت لواء الإسلام.
العلاقات الخارجية:
اتسمت العلاقات الخارجية للخلجيين بالعداء مع كل القوى والممالك
المحيطة بهم تقريبًا، فقد وقفوا فى وجه المغول وصدوهم حين
هاجموا بلادهم، وأرادوا اجتياحها، كما وقفوا بالمرصاد لمملكة
الكجرات و «الممالك الراجبوتينية»، وممالك «شيتور» و «زانثميهور»؛
حيث كانت تقف من «دهلى»، موقفًا عدائيا، فضلا عن موقف بلدان
سلطنة «دهلى»، مثل «يوجين» وغيرها؛ حيث كانت تنتظر الفرصة
المناسبة للاستقلال عن مركز الحكم فى دهلى.
جاءت نهاية «الخلجيين» على أيدى «الكجراتيين» البوذيين بقيادة
زعيمهم «خسرو شاه» الذى سعى إلى إسقاط هذه الأسرة الخلجية
انتقامًا منها، لأنها كانت السبب فى تدمير معابد البوذيين، وتحطيم
أصنامهم.
مظاهر الحضارة:
تأثر الخلجيون بالبيئة الأفغانية التى انتشر بها التصوف على يد رجل
فارسى يُدعى «سيدى مولى»، الذى فر إلى «الهند» عقب الغزو
المغولى لبلاد فارس، فالتف حوله الناس من مختلف الطبقات، ووفدوا
عليه من كل مكان، فقويت شوكته، وتدخل فى شئون الحكم، ودبر
مؤامرة للإطاحة بجلال الدين الخلجى، ولكن «جلال الدين» أحبط هذه
المؤامرة، ثم خلفه السلطان «مبارك شاه» فى عام (٧١٦هـ = ١٣١٦م)،
فى الوقت الذى كانت البلاد تمر فيه بظروف صعبة، وتحتاج إلى
حكومة قوية؛ تنقذها من هاوية الأزمات التى تردت فيها، فعمل على
إعادة الهدوء والسكينة إلى البلاد، وأصلح شئونها، وأغدق على
المحتاجين من رعاياه، ومنح الجنود المكافآت، وخفف عن الناس
عبء الضرائب، وشجع التجارة، وألغى القوانين التى تحدد أرباحها،
فانتعشت وراجت، وكان لذلك أثره المباشر فى تنمية موارد البلاد
وازدهار حضارتها، رغم الفترة القصيرة التى قضاها «مبارك شاه»
فى الحكم، حيث قُتل فى عام (٧٢٠هـ = ١٣٢٠م).