بالحجابة، فلم يلتفت إليه أحد ثم سار إلى قرطبة، ولما اقترب
منها تركه جند البربر وفروا فى جنح الظلام، ثم تمكن الخليفة
الجديد من مطاردته وإلقاء القبض عليه وهو مختبئ فى أحد
الأديرة، وقتله فى (٣ من رجب ٣٩٩هـ = ٣ من مارس ١٠٠٩م).
وهكذا انتظر الشعب أول فرصة وأطاح بالطغيان المستبد الذى
فرضه العامريون، ولم يشفع لذلك النظام ما تحقق على يدى
المنصور من أمن واستقرار عم ربوع الأندلس وكانت تلك الثورة
بداية مرحلة من الفتن والفوضى الشاملة التى أنهت وجود
الحكومة المركزية، وقضت على الخلافة الإسلامية، ومزَّقت الأمة
وجعلتها أشلاء متناثرة. ولم يكن محمد بن هشام بن عبدالجبار
شخصًا مناسبًا لهذه الفترة، إذ كان قليل التفكير لا يعرف شيئًا
عن الدولة وشئونها أحاط نفسه بطائفة على شاكلته لا تحسن
غير النهب والسرقة ولم يكن يحركهم إلا شىء واحد هو الانتقام
من العامريين، وإهانة البربر، عقابًا لهم على تأييدهم بنى عامر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute