عناية الأمويين حتى قامت ثورة «ابن الزبير» فانشغل بها «مروان بن
الحكم»، و «عبدالملك بن مروان» من بعده عن منطقة الخليج؛ فضعفت
الرقابة عليها، فانتهز الخوارج هذه الفرصة وأتخذوا من «البحرين»
مستقرا لهم، فاجتمع حولهم عدد كبير، وحاربوا من وقف فى
طريقهم، وزاد نشاطهم بصورة كبيرة، وأصبحت لهم شوكة قوية فى
عهد «بنى أمية» وساعدهم فى ذلك الاضطرابات التى كانت فى
المنطقة إضافة إلى انشغال الخلافة عن هذه البقعة، وظلت سيطرتهم
فى «البحرين» قائمة قوية حتى تمكن الأمويون من كسر شوكتهم
والقضاء عليهم فى سنة (١٠٥هـ)، وتعتبر فرقة «النجدات» من أشهر
فرق الخوارج التى دخلت «البحرين» فى هذه الفترة، وينسبون إلى
«نجدة بن عامر الحنفى» الذى جمعهم بالبحرين.
البحرين فى العصر العباسى:
شهدت منطقة الخليج استقرارًا ملحوظًا خلال العهد العباسى،
باستثناء بعض الثورات المتفرقة، التى لم تؤثر على سياسة الدولة
العباسية حتى نهاية العصر العباسى الأول فى سنة (٢٣٢هـ)، ثم
انتقلت البلاد بعد ذلك إلى مرحلة تميزت بازدياد نفوذ الأتراك
وتسلطهم، فجذبت منطقة «البحرين» كثيرًا من الحركات القوية
المدمرة التى اتسمت بانحرافها الفكرى، مثل «حركة صاحب الزنج»،
و «حركة القرامطة» التى استهدفت الإسلام، واستنزفت أموال
المسلمين والخلافة العباسية وجهودهم، فخلَّف ذلك أضرارًا هائلة فى
النواحى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلاد، حتى تمكن
المسلمون من القضاء على «حركة الزنج» سنة (٢٧٠هـ)، ثم على
القرامطة من بعدهم.
العيونيون فى البحرين:
«العيونيون» فرع من «بنى عبدالقيس»، وكانوا يسكنون على
مشارف «العيون» بالإحساء، وكان منهم «عبدالله بن على العيونى»
الذى ثار على القرامطة وقضى عليهم، ثم سيطر «العيونيون» على
«البحرين» وبدأ حكمهم فيها فى عام (٤٦٧هـ)، وشمل «الإحساء»،
و «البحرين»، و «القطيف»، فنعمت البلاد فى عهدهم بالاستقرار