والهدوء وانتعشت التجارة، واتسع ملكهم حتى شمل «نجد»، وتميز
عهدهم بالحضارة العلمية الزاهرة، وظل الأمر مستقرا فى «البحرين»
حتى نشبت الصراعات والخلافات الداخلية من جديد، فهيأ ذلك الفرصة
أمام الفرس لدخولها.
وأهم أمراء «العيونيين» هم:
١ - «الفضل بن عبدالله بن على».
٢ - «محمد بن الفضل».
٣ - «محمد بن أحمد بن عبدالله».
الفرس فى البحرين:
انتهز ملك فارس الخلاف الذى وقع بين أمراء «العيونيين»، وضعف
البلاد، فدخل «جزيرة قيس» وأخلاها من العرب، ثم اجتاز بجنوده
البحر إلى «البحرين»، واستولى عليها وعلى «الإحساء» و «قطيف»
وغيرها من بلدان الخليج؛ فاضطر العرب إلى عقد الصلح معه، فكان
ملك الفرس يولى على «البحرين» ولاة من العرب يحكمون باسمه،
فأضعف ذلك حالة «البحرين» وبلاد الخليج عامة.
المغول فى البحرين:
بدأ الزحف المغولى على العالم الإسلامى فى القرن السابع الهجرى،
فدمروا كل ما قابلهم من حضارة أقامها المسلمون بجهودهم
وأموالهم فى فترات طويلة، وعاث المغول فى الأرض الفساد،
وأراقوا دماء الآلاف من المسلمين، وخضعت «البحرين» لسيطرتهم،
كما خضعت غيرها، وبقيت قوى الشر والفساد مسيطرة حتى كتب
الله النصر للمسلمين عليهم فى «عين جالوت»، فخرجوا من العالم
الإسلامى.
المماليك فى البحرين:
كان لانتصار المماليك على المغول أكبر الأثر فى توحيد صفوف
المسلمين حولهم، فأقبلت الوفود على السلطان «بيبرس» من كل
مكان لتعلن ولاءها لحكمه، وتعترف بدولته، وكان «آل عامر» بزعامة
«محمد بن أحمد» فى طليعة الوفود التى وفدت إلى «مصر»،
فأكرمهم السلطان «بيبرس»، وأغدق عليهم المنح والعطايا، وأقرهم
على «البحرين»، فظلت «البحرين» منذ ذلك التاريخ تابعة لحكم
المماليك حتى حل العثمانيون، فدخل العالم الإسلامى كله طورًا جديدًا
فى تاريخه فى ظل الخلافة العثمانية.