بالنموذج الغربى، وكانت حركة «التنظيمات» أشهر تلك
المحاولات الإصلاحية، وكان لها آثارها البالغة فى شئون الحياة
كافة فى الدولة العثمانية. وقد بذل السلطان «عبد الحميد
الثانى» جهودًا مضنية من أجل الحفاظ على دولته التى أخذت
طريقها نحو الانهيار، لكن ذلك لم يمنع من سقوطها الذى وقع
سنة (١٣٤٣هـ= ١٩٢٤م) على يد «مصطفى كمال أتاتورك». بعض
الجوانب الحضارية فى الدولة العثمانية: العناية باللغة العربية:
منذ أن تولى الأمير «عثمان» مؤسس الدولة العثمانية الحكم سنة
(٦٨٠هـ= ١٢٨١م) وحكم (٣٧) سنة أحاط نفسه بعلماء قبيلته
ومشايخها الذين كانوا يعنون بحفظ القرآن الكريم وتحفيظه،
ومع تولى «أورخان» الحكم خرج التعليم من المسجد إلى
المدرسة، حيث فتح أول مدرسة فى مدينة «إزميد» التى فتحها
سنة (٧٢٨هـ= ١٣٢٧م)، وكان أول مدرس بها هو «داود
القيصرى»، ودرست بها كثير من الكتب، فدرّس فى مادة
التفسير كتابى «تفسير الكشاف» للزمخشرى، و «تفسير
البيضاوى» لناصر الدين «عبد الله بن عمر البيضاوى»، وفى
الحديث كتب الصحاح الستة، وهى: «صحيح البخارى»،
و «صحيح مسلم»، و «سنن الترمذى»، و «سنن أبى داود»،
و «سنن النسائى»، و «سنن ابن ماجه»، وكتاب «مصابيح السنة»
للبغوى. ودرس فى مادة الفقه كتاب «الهداية» لشيخ الإسلام
«برهان الدين على بن أبى بكر المرغنانى»، وكتاب «العناية
فى شرح الوقاية» لعلاء الدين «على بن عمر الأسود»، وفى
أصول الفقه كتاب «التلويح» للتفتازانى، و «منار الأنوار»
للنسفى، و «المغنى» لجلال الدين عمر، و «مختصر ابن الحاجب».
وتقرر فى العقائد كتاب «القاضى الإيجى»، وكتاب «النسفى»
و «الطحاوى»، وفى علم الكلام كتاب «تجريد الكلام» للطوسى،
و «طوالع الأنوار» للبيضاوى، و «المواقف» للإيجى، وفى علم
البلاغة كتاب «مفتاح العلوم» للسكاكى، و «تلخيص المفتاح فى
المعانى والبيان» للقزوينى، وفى المنطق كتاب