يوم انتصار المسلمين فى غزوة «بدر»، ولهذا لم يحضر «عثمان»
«بدرًا»، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمره بالبقاء معها
لتمريضها، وقد عده النبى - صلى الله عليه وسلم - من البدريين
رغم غيابه عن المعركة، وفرض له فى غنائمها، ثم زوجه النبى
- صلى الله عليه وسلم - ابنته «أم كلثوم»، ولهذا لُقب بذى
النورين، فلما توفيت فى العام التاسع من الهجرة؛ حزن
«عُثمان» حزنًا شديدًا؛ لانقطاع مصاهرته للنبى - صلى الله عليه
وسلم -، فواساه مواساة رقيقة قائلا: «لو كانت لنا أخرى
لزوجناكها يا عثمان». جاهد «عثمان بن عفان» منذ أن أسلم مع
النبى - صلى الله عليه وسلم - بماله ونفسه، فهاجر الهجرتين: إلى
«الحبشة» وإلى «المدينة»، وصاحبته زوجه رقية بنت النبى
- صلى الله عليه وسلم -، وتحمل كثيرًا من الأذى. بذل «عثمان»
ماله فى سبيل الله ونصرة دعوته، وكان من أكثر «قريش» مالا،
فاشترى «بئر رومة» باثنى عشر ألف درهم، وجعلها للمسلمين
فى «المدينة»، وكانوا يعانون من قلة المياه، وغلاء أسعارها.
كما أنفق ماله فى تجهيز الجيوش وبخاصة جيش العسرة فى
غزوة «تبوك» فى العام التاسع من الهجرة، فقد جهز وحده ثلث
الجيش، وكان عدده نحو ثلاثين ألفًا، فدعا له رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - بخير، وقال: «ماضر عثمان مافعل بعد اليوم»،
قالها مرتين. وشهد «عثمان» المشاهد كلها مع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -، عدا غزوة «بدر»، فقد تخلف عنها بأمر من
النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأرسله النبى إلى «مكة» عام
«الحديبية» لمفاوضة «قريش»، بعد اعتذار «عمر بن الخطاب»
لرسول الله بقوله: «إنى أخشى على نفسى من «قريش» لشدتى
عليها وعداوتى إياها، ولكنى أدلك على رجل أمنع وأقوى بها
منى، عثمان بن عفان». ولما أشيع أن «قريشًا» قد قتلت
«عثمان»، قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لو كانوا فعلوها
فلن نبرح حتى نناجزهم»، وبايعه أصحابه «بيعة الرضوان» تحت