للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتهرت بالقوة والشجاعة، وتمكنت من اجتياح الأقاليم الغربية فى

«برنو»، كما حدثت حروب بين «برنو» وجيرانها من إمارات «الهوسا»

وخاصة إمارة «كانو» فى النصف الأول من القرن الثامن عشر

الميلادى، غير أن أخطر ما تعرضت له إمبراطورية «البرنو» هو خطر

«الفولانيين» وهم قبائل بيضاء انحدرت من الشمال وأقامت فى

غربى القارة، ثم انحدرت إلى الشرق واستقرَّت فى إمارات «الهوسا»

التى تتكون منها «نيجيريا» الشمالية الآن، وقامت على يد زعيمها

الشيخ «عثمان بن فودى» بحركة ضخمة لنشر الإسلام بين من كان

على الوثنية فى هذه الإمارات، وتمكنت من ضم هذه الإمارات فى

دولة واحدة تحت زعامة هذا الداعية الكبير، الذى أعلن قيام دولة

«الفولانى» فى بداية القرن التاسع عشر الميلادى هذا فى الوقت

الذى كانت إمبراطورية «البرنو» تزداد ضعفًا على ضعف وتلقى

سلطانها «الماى أحمد بن على» (١٢٠٦ - ١٢٢٣هـ = ١٧٩١ - ١٨٠٨م)

أكثر من هزيمة على يد الفولانيين فى عهد الشيخ «عثمان بن

فودى» حتى اضطر هذا الماى إلى استدعاء أحد الكانميين والعلماء

البارزين ويدعى الشيخ «محمد الأمين الكانمى» لمساعدته فى محنته

ضد هذا الغزو الفولانى، واستجاب هذا الزعيم لهذا الطلب وتبادل عدة

رسائل مع الشيخ «عثمان بن فودى»، كل منهما يحاجج الآخر

عبرمناقشات فقهية يبرر كل منهما سياسته، ولكن هذه الرسائل لم

تؤدِّ إلى إزالة حالة الحرب القائمة بين الفريقين، وأخيرًا نجح

الفولانيون فى الاستيلاء على عاصمة «برنو» فاضطر الماى إلى

الهرب منها ولجأ إلى الشيخ محمد الأمين الذى أصبحت له السيطرة

الكاملة على المايات الذين صاروا حكامًا بالاسم فقط.

استمر الشيخ «محمد الأمين» يحكم ما بقى من إمبراطورية «البرنو»

و «الكانم» وأجرى مفاوضات مع سلطان الفولانيين «محمد بلو» الذى

خلف أباه الشيخ «عثمان بن فودى» فى زعامة الفولانيين، واتخذ

مدينة «سوكوتو» عاصمة له، وأرسل له الشيخ الكانمى رسائل

<<  <  ج: ص:  >  >>