الجزر الإفريقية، فقد عرفها العرب منذ القرن التاسع الميلادى على
الأقل، واختلط سكانها الأصليون بالمهاجرين العرب الذين جاءوا إليها
من «زنجبار» و «جزر القمر» وغيرها، واعتنق الإسلام عدة قبائل
ملجاشية، وتقدر نسبة المسلمين الآن بحوالى (٢٠%) من السكان
تقريبًا، وقد كانت من قبل مقرا لسلطنة عربية إسلامية تسمى سلطنة
«مسلج» أشار إليها (جيان) وقال إن أهلها كانوا يتكونون من جالية
عربية وفدت من شرق إفريقيا، وقد أشار المسعودى والإدريسى
إلى هذه الجزيرة، وقالا إن فيها خلائق من المسلمين ويتوارثها ملوك
من المسلمين وأن الإسلام غلب عليها.
والحقيقة أن مظاهر الإسلام فى هذه الجزيرة، كانت واضحة وبارزة
قبل الغزو الأوربى لها، فالمساجد كانت منتشرة بكثرة، والأهالى
يحافظون على أداء الشعائر والعبادات الإسلامية، فقبيلة
«الساكلافا» على سبيل المثال يصوم كل أفرادها حتى الآن مسلمون
ومسيحيون شهر رمضان، على اعتبار أن الصوم من التقاليد الموروثة
عندهم، وهم لايأكلون لحم الخنزير، ولاتزال أسماء زعمائهم أسماء
إسلامية. وجميع المدغشقريين حتى الذين دخلوا المسيحية على أيدى
الأوربيين اعتادوا أن يختنوا أولادهم، ولايزالون يتلون عند الزواج
آيات من القرآن الكريم على اعتبار أن ذلك من التقاليد الموروثة
أيضًا، ولايزال أهالى ثغر «ماجنقا» وجميعهم مسلمون يكتبون لغتهم
بالأحرف العربية، ويتكلم بها بعضهم.
أما «جزر القمر» التى تقع شمال غربى «مدغشقر» فيقدر عدد
المسلمين فيها بأكثر من (٩٥%) من مجموع السكان، والبقية مسيحيون
من أصل فرنسى أو ملجاشى، وقد نزل العرب فى هذه الجزر فى
القرن العاشر الميلادى، والمسلمون فيها يتبعون المذهب الشافعى
ويتكلمون اللغة السواحيلية. وقد اعتنقوا الإسلام منذ القرن العاشر
الميلادى، وقد غزاهم أمراء «كلوة» فى القرن الحادى عشر
الميلادى واستولوا على بلادهم، ثم جاء الاستعمار البرتغالى فى