الثورات فى كل مكان، ولم يكد يفعل ذلك حتى أعلن «أحمد بن
المدبر» عامل الخراج على «مصر» عن حقده على ابن طولون،
وعمل على الوقيعة بينه وبين الخليفة، ولكن «أحمد بن طولون»
تمكن من كشف ذلك التدبير، وكتب إلى الخليفة يطلب منه عزل
عامل الخراج «ابن المدبر» وتعيين «محمد بن هلال» مكانه،
فوافق الخليفة على ذلك لثقته بابن طولون، وأمر بعزل «ابن
المدبر»، الذى رفض تسليم ما تحت يديه لمحمد بن هلال عامل
الخراج الجديد، فقبض عليه «أحمد بن طولون» وحبسه، وتخلص
بذلك من منافس قوى هدد كيان البلاد. كان بالشام - بعد تولية
«أحمد ابن طولون» «مصر» - ولاة يتبعون الخلافة العباسية،
ولكن اعتداءات البيزنطيين المتكررة على حدود المسلمين بالشام
جعلت الخليفة «المعتمد» يقوم بتكليف «أحمد بن طولون» بالسير
لمحاربة البيزنطيين سنة (٢٦٤هـ) فنفذ «ابن طولون» الأمر،
وانتصر على البيزنطيين، ومد سلطانه حتى «طرسوس» و «نهر
الفرات» و «دمشق»، فأقره الخليفة العباسى على حكم «مصر»
والشام والجزيرة العربية ومناطق الثغور، فظل مسيطرًا عليها
بشخصيته القوية ورجاحة عقله حتى وفاته سنة (٢٧٢هـ).