للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناحية أو مدينة إلا ثارت عليه، ولاقبيلة إلا نازعته فى الرياسة،

فكانت الأندلس طوال عهده بركانًا يشتعل بنيران الحرب والثورة

والمؤامرة، لكنه صمد لتلك الخطوب جميعًا، واستطاع بما أوتى

من حزم وحسن سياسة وبعد الهمة والجلد والإقدام أن يغالب تلك

الأخطار والقوى وأن يقبض على زمام الأمور بالأندلس بيده

القوية. تُوفِّى عبدالرحمن فى (١٠من جمادى الآخرة ١٧٢هـ = ١٦

من أكتوبر ٧٨٨م) بعد حياة طويلة قضاها فى كفاح متواصل،

ومواجهة للصعاب والأهوال، وأقام ملكًا ودولة فوق بركان

يضطرم بالثورات والمؤامرة، وأثبت أنه بطل فريد من أبطال

التاريخ، لا يجود الزمان بمثله كثيرًا، فتى شريدًا بلا أنصار

وأعوان يفر من الموت الذى تعرضت له أسرته، لكنه يستغل

ظروف الأندلس فيقودها بكثير من الدهاء والحزم والعزيمة

والذكاء، ويقيم دولة على أسس إدارية وسياسية ومالية ثابتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>