اعتناق الإسلام، وأرسل إليهم السلطان من يفقههم فى الدين،
وفتح سنة (٤٠٩هـ = ١٠١٨م) مدينة «قنوج» الحصينة على نهر
«الجانج»، الذى يقدسه الهنود، واعتنق أهلها الإسلام. وفى
سنة (٤١٦هـ = ١٠٢٥م)، قام السلطان «محمود» بآخر غزواته فى
بلاد «الهند»، وهى غزوة «سُومْنَات»، وأثناء قيامه بغزواته
فى شبه القارة الهندية استطاع السلطان «محمود» أن يضم إلى
نفوذه إقليم «خوارزم» ويقضى على الأسرة المأمونية المعادية
له بها سنة (٤٠٧هـ = ١٠١٦م)، كما ضم إليه أيضًا «الرى»
و «قزوين» و «أصفهان» سنة (٤٢٠هـ = ١٠٢٩م) بمعاونة ابنه
«مسعود»، فاتسعت مملكته فى «خراسان» و «ما وراء النهر»
و «شبه القارة الهندية». وبعد غزوة «سومنات» لم يتمكن
السلطان «محمود» من مواصلة حملاته الموفقة فى «شبه القارة
الهندية»، بسبب اهتمامه بمواجهة ثورات «العراق» و «خراسان»
وخطر الأتراك السلاجقة. وقد كان السلطان «محمود بن
سبكتكين» يتحلى بمواهب إدارية متميزة، فقد استطاع بعد
فتوحاته فى «الهند» أن يتألَّف الهندوس، وأن يجعلهم جزءًا من
نسيج دولته، وأن يستخدمهم فى جهازه الإدارى وأن يجندهم
فى جيشه، كما كان السلطان «محمود» يتحلى بأخلاق رفيعة،
ويكثر الإحسان إلى الرعية والرفق بهم، ويحب العلماء ويكرمهم
ويعظمهم وكان على مذهب «أبى حنيفة» فى الفقه، وهو
المذهب الذى مازال واسع الانتشار فى «شبه القارة الهندية»
و «أفغانستان» و «أواسط آسيا»، وكان السلطان «محمود»
شغوفًا بعلم الحديث النبوى، فكان الشيوخ يقرءونه بين يديه
وهو يسمع وقد قصده العلماء والشعراء من كل مكان. وقد
تُوفِّى السلطان «محمود» بغزنة فى شهر (ربيع الآخر سنة
٤٢١هـ = أبريل سنة ١٠٣٠م) وعمره واحد وستون عامًا