للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحقق له ما أراد، واستعد لمواجهة الصليبيين المتربصين بالعالم

الإسلامى، ثم تصدَّى لهم، فسجل التاريخ أبرز صور البطولة،

وأسمى درجات الفداء والجهاد ضد هؤلاء المغتصبين، وكان من

أبرز هذه المعارك واقعة حِطِّين [٥٨٣هـ = يولية ١١٨٧م] التى تعد

«حِطِّين» من أشهر الحروب التى خاضها «صلاح الدين» ضد

الصليبيين وانتصر عليهم فيها انتصاراً عظيماً، وكان هذا الانتصار

فاتحة خير على المسلمين، وبداية لسلسلة من الانتصارات على

الصليبيين، واستسلمت «قلعة طبرية» وسلمت لصلاح الدين عقب

هذا الانتصار، واتجه «صلاح الدين» صوب الساحل وحاصر «عكا»

حتى استسلمت بعهد وأمان، ثم تتابع -بعد ذلك - استسلام باقى

المدن الساحلية التى تقع جنوب «عكا» وهى: «نابلس»

و «الرملة» و «قيسارية» و «أرسوف» و «يافا» و «بيروت»، وكذا

المدن الواقعة شمال «عكا» مثل: «الإسكندرونة»، وكلها حصلت

على العهد بالأمان من «صلاح الدين» الذى لم يبق أمامه سوى

أن يمضى فى طريقه إلى «فلسطين»، فاستسلمت «عسقلان» له

أثناء مروره بها، وحانت المواجهة الحاسمة لتحرير «بيت

المقدس» التى نجح فى فتحها بعد حصار شديد حتى اضطرمَنْ

بداخلها إلى الاستسلام وطلب الصلح. وتوفى صلاح الدين فى

سنة (٥٨٩هـ = ١١٩٣م)، وله من العمر خمسة وخمسون عامًا، بعد

أن أسر الناس بجليل أعماله، وقهر الصليبيين بشجاعته، وخلَّص

العالم الإسلامى بقوة إيمانه من كوارث داخلية وخارجية كادت

تودى به وتوقعه فى أيدى الأعداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>