(حسان)، أوصت أبناءها بالانضمام إليه واعتناق الإسلام إن هى
هزمت فى الحرب، فلما حدث ذلك أسلم أبناؤها، وعيَّنهم (حسَّان)
أمراء على قبائلهم، وأسلم بإسلامهم اثنا عشر ألف رجل دفعة
واحدة.
وأمَّا (موسى بن نصير) فقد ركز اهتمامه على نشر الإسلام بين
السكان، وكان يأمر جنده العرب بتعليم (البربر) المسلمين فى جيشه
القرآن الكريم، وتفقيههم فى الدين، كما ترك بين قبائل (المصامدة)
سبعة عشر رجلا من العرب ليقوموا بالغرض نفسه.
وكان لعمر بن عبدالعزيز أثر كبير فى نشر الإسلام بالمغرب، فقد
أرسل عشرة رجال من صلحاء التابعين إلى هناك، ليعلموا الناس
الدين، فتوافد عليهم الناس من أنحاء البلاد كلها، ليتلقوا عنهم أمور
دينهم.
ومن المعروف أن المسيحية قد دخلت (شمالى إفريقيا) منذ القرون
الأولى لميلاد السيد المسيح، عليه السلام، وبخاصة فى منطقة
الساحل المطلة على (البحر المتوسط) فى حين بقيت المناطق الداخلية
البعيدة عن الساحل على وثنيتها.
انتشار الإسلام فى الأندلس:
لمَّا فتح المسلمون (الأندلس) فى أواخر القرن الهجرى الأول (٩٢ -
٩٥هـ) كانت ديانة معظم السكان هى المسيحية الكاثوليكية،
بالإضافة إلى جالية يهودية كبيرة وبعض الوثنيين، ثم بدأت أعداد
كبيرة منهم تعتنق الإسلام، يأتى فى مقدمتهم طبقة الرقيق التى
وجدت فى الإسلام نجاتها وخلاصها من الظلم والاضطهاد الذى كانت
تعانيه تحت حكم (القوط).
ولم تكن طبقة الرقيق وحدها هى التى أسرعت إلى اعتناق الإسلام،
بل اعتنقه كثير من الوثنيين وأشراف المسيحيين، بالإضافة إلى
أعداد كبيرة من الطبقات الوسطى والدنيا، بل إن بعض القساوسة
اعتنق الإسلام، مثل (تيود سكلوس) الذى كان رئيس أساقفة
(إشبيلية).
وقد حدث ذلك كله فى السنوات الأولى، التى أعقبت الفتح الإسلامى
مباشرة، دون إكراه من المسلمين لإجبار أهل (الأندلس) وحملهم على
الإسلام حملا، بل أقبلوا عليه عن رضى واقتناع تام، ساعد على ذلك