للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام بمنظر الأسرى وقد اخترقت بطونهم أسنة رماح الجنود،

وبرفع الأسرى على الخوازيق وبخلط دمائهم بأنواع الشراب،

كما فعل «جنكيزخان» و «تيمورلنك» فى الشرق، و «فلال»

و «هونيادى» فى الغرب. إن دولة «بيزنطة» هدمت حى المسلمين

فى «القسطنطينية» وأبادت سكانه بعد أن علم الإمبراطور

بانتصار «تيمورلنك» على السلطان العثمانى «بايزيد الصاعقة»

فى واقعة أنقرة عام (٨٠٥هـ = ١٤٠٢م). وأزهقت الجيوش

الصليبية فى عملية احتلال القدس أرواح (٧٠٠٠٠) برىء، يقول

«هـ. ج. ويلز» فى ذلك: «كانت المذبحة التى دارت فى بيت

المقدس رهيبة وكان الراكب على جواده يصيبه رشاش الدم الذى

سال فى الشوارع .. » ويقول المؤرخ نفسه عن «هولاكو»: «كان

هولاكو يفتح فارس وسوريا وأظهر المغول فى ذلك الزمان

عداوة مريرة للإسلام، ولم يكتفوا بتذبيح سكان بغداد .. بل وقد

صارت أرض الجزيرة منذ تلك اللحظة التعسة يبابًا من الخرائب

والأطلال لا تتسع إلا للعدد القليل من السكان». وتقول «سامحة

آى ويردى»: «إن الجيوش الصليبية التى تدفقت على

القسطنطينية عام (٦٠٣هـ = ١٢٠٦م) قامت بتحويل المدينة إلى

خرابة بائسة فقيرة معدمة بعد أن كانت غنية معمورة يسودها

الرخاء». وعندما دخل «شارل الخامس» «تونس» عام (٩٤٧هـ =

١٥٤٠م) لم يترك حيا أمامه إلا قتله ولم تسلم من وحشيته حتى

الجمال والقطط، وهذا ما ذكره «شهاب الدين تكين داغ» فى

مذكراته عن الدولة العثمانية. إن هذه الأمثلة إذا ما قارناها

بموقف «الفاتح» الحضارى من «القسطنطينية» وأهلها، نرى

«الفاتح» قائدًا منعدم النظير بين أقرانه من أباطرة الشرق

وحكام الغرب، ولو كان «الفاتح» قد اتبع ما كان يجرى على

الجانب الغربى من البحر المتوسط من فظائع الإسبان فى

«الأندلس» وما فعلوه بالمسلمين وبالعرب ما أصبح هناك

مسيحى واحد فى «القسطنطينية».

<<  <  ج: ص:  >  >>