أحد على مبارزته وأعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الراية
يوم «خيبر»، وقال: «لأعطين اللواء غدًا رجلا يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله»، وأخبر أن الفتح سيكون على يديه،
وتحقق ذلك، وثبت مع من ثبتوا مع النبى - صلى الله عليه وسلم -
فى «حنين». وفى غزوة «تبوك» خلفه النبى - صلى الله عليه
وسلم - فى أهله يرعى مصالحهم وشئونهم، ولما تأذى من ذلك،
وقال: يارسول الله، تخلفنى فى النساء والصبيان؟!، فقال له
النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أما ترضى أن تكون منى بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى؟»، إشارة من النبى
إلى أن «موسى» عندما ذهب لمناجاة ربه، ترك أخاه
«هارون»، خلفًا له فى قومه، كما جاء فى قوله تعالى: {وقال
موسى لأخيه هارون اخلفنى فى قومى وأصلح ولا تتبع سبيل
المفسدين}. [الأعراف:١٤٢]. وكان رضى الله عنه موضع ثقة
واحترام من الصحابة جميعًا، فكان من أكبر أعوان «أبى بكر
الصديق» فى قمع حروب الردة، ولازم «عمر بن الخطاب»، فكان
لا يقطع أمرًا دون مشاورته، والاستنارة برأيه، وكان «عمر»
يقول: «قضية ولا أبا حسن لها». وعاون «عثمان» بالرأى
والمشورة مثلما كان يفعل مع «أبى بكر» و «عمر»، فلم يحجب
عنه نصحه ومؤازرته فى الفتنة التى أطبقت على الأمة، وأرسل
أولاده مع بقية أولاد الصحابة لحراسته والدفاع عنه، ثم ذهب
بنفسه لمواجهة الأشرار. رُوِّعت «مدينة» رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بمقتل أمير المؤمنين «عثمان بن عفان» - رضى الله
عنه - وعم الناس الهلع والرعب، لهذه الجريمة التى أقدم عليها
هؤلاء الأشرار. سيطر الثائرون على «المدينة»، وظل «الغافقى
بن حرب» زعيم ثوار «مصر»، وأحد كبار زعماء الفتنة يصلى
بالناس إمامًا فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة
أيام، والدولة كلها بدون خليفة، ولم يكن فى وسع أحد من
الثوار أن يرشح نفسه لها، لأنهم يعلمون أن هذا الأمر يخص
المهاجرين وحدهم. وبدأ الثائرون يعرضون منصب الخلافة على