الدينى ضد الكنيسة الكاثوليكية. وفى مطلع القرن العشرين
الميلادى أُسقطت الخلافة الإسلامية (العثمانية) وتحولت تركيا
إلى دولة صغيرة، وكانت منطقة البلقان مستغرقة فى خلافات
عرقية ودينية، وتعرض المسلمون خلالها لحركتى إبادة. وفى
العشرينيات من القرن العشرين الميلادى قامت الثوة البلشفية
فى روسيا وتأسس الاتحاد السوفييتى، كما اشتعلت نار حرب
عالميتين انتهتا بظهور قوتين عظميين (الولايات المتحدة والاتحاد
السوفييتى) وقسمت أوربا إلى شرقية وغربية، ونشأت حرب
باردة بين حلف الأطلنطى وحلف وارسو، وانتهت الحرب الباردة
بسقوط الاتحاد السوفييتى، كما برزت حركات الوحدة الأوربية،
فتأسس مجلس أوربا والسوق الأوربية المشتركة، وفتح مشروع
أوربا الكبرى، وتوسع فى إجراءات الوحدة الأوربية اقتصاديًّا
وسياسيًّا. وبالنسبة إلى دخول الإسلام إلى أوربا فقد طرق
أبوابها بمحاولات فتح القسطنطينة من الشرق، وفتحه صقلية،
وجنوبى إيطاليا من الجنوب، وفتحه الأندلس والتوغل فى فرنسا
من الغرب، ثم عاد المسلمون ليدقوا أبواب أوربا الشرقية ثم
الوسطى زمن السلطان محمد الفاتح وخلفائه، وتبعت ذلك حرب
ضارية لغزو الأراضى الإسلامية فى القرن (١٠هـ = ١٦م) تمثلت
هذه الحرب فى الحملات القادمة من غرب أوربا، وظهور حركة
ضدها تقاومها من الشرق المسلم، وكانت الأندلس إحدى نقاط
الاحتكاك الحضارى بين المسلمين والأوربيين؛ إذ كانت بمنزلة
مركز إشعاع وتنوير لغرب أوربا.