حتى لايتخذها من يأتى بعده سُنّةً. وفى عهد الأمويين بنى عبد
الملك بن مروان قبة الصخرة المشرّفة سنة (٧٢هـ)، ثم أقام الوليد
بن عبد الملك المسجد الأقصى سنة (٩٠هـ)، وواصل التعمير
والتجديد فيها العباسيون، والطولونيون والإخشيديون، ثم
الفاطميون، والسلاجقة، حتى احتلها الصليبيون سنة (٤٩٢هـ)،
فقتلوا نحو سبعين ألفًا من المسلمين فى مذبحة بشعة،
وأشاعوا الفساد فى القدس ونهبوا كنوزها، ووضعوا الصليب
على قبة الصخرة، حتى عادت على يد القائد صلاح الدين
الأيوبى سنة (٥٨٣ هـ). وأصبحت القدس فى زمن المماليك مركزًا
من أهم المراكز العلمية فى العالم الإسلامى، ثم تعاقب فيها
العثمانيون حتى تآمرت عليها قوى الغرب الاستعمارية، وسعت
إلى تقسيمها عن طريق وعد بلفور، الذى مهد لسيطرة اليهود
على فلسطين كلها، فتدفقت أعداد كبيرة من شتى أنحاء
العالم، إلى فلسطين عامة، والقدس خاصة حتى ضاقت بهم
المدينة، فتوسعوا خارجها، فيما يسمى بالقدس الجديدة
(الغربية). ومازالت اليهود تصرّ على ضمّ المدينتين، واتخاذ القدس
الموحدة عاصمة لها وصبغها بالصبغة اليهودية، وقد تعرضت
مبانى المدينة للتدمير والتخريب. ويتعرض المسلمون لأشد حملات
العنف والاضطهاد. وكانت جريمتا حرق المسجد الاقصى وإطلاق
النار على المصلين فيما عُرِف بمذبحة الحرم الإبراهيمى من أبشع
الجرائم التى ارتكبت فى حق الإنسانية على مرّ التاريخ. ولم تقف
ممارسات اليهود عند حدّ المذابح والإبادات الجماعية للمسلمين،
فقد تعرض القرآن الكريم والنبى e لإساءات بالغة من
المستعمرين اليهود فى القدس!