وثالثة فى «دمشق»،لكن قوات العباسيين استطاعت الانتصار عليها
والسيطرة على الموقف.
موقف الخلافة من بعض زعماء الدعوة العباسية:
واجهت «الدولة العباسية» قبيل إعلانها وفى بداية قيامها انحراف
بعض المسئولين فيها، ولم تكن الظروف السياسية التى صاحبت قيام
«الدولة العباسية» تسمح بالتخلّص من هؤلاء، فلما بويع «أبو
العباس» بالخلافة وبدأت الدولة تأخذ طريقها إلى الاستقرار، قامت
بمعاقبة هؤلاء، وكان أول من عوقب «أبا سلمة الخلال» بسبب عدم
تحمسه كثيرًا لانتقال أفراد البيت العباسى من «الحميمة» إلى
«الكوفة»، ولم يأذن لهم بدخول «الكوفة» إلا بعد فترة، وحاول نقل
الخلافة من البيت العباسى إلى البيت العلوى إلا أنه فشل فى ذلك،
كما حاول قتل «أبى العباس» وفشل فى ذلك أيضًا، فلما استقرت
أمور الدولة استقر رأى أفراد البيت العباسى على أخذ رأى «أبى
مسلم الخراسانى»، الذى وافق على التخلص منه، فتم اغتياله
وأعلنت القيادة العباسية أن جماعة من أعداء الدولة هم الذين نفذوا
هذه المؤامرة.
كما قام «أبو مسلم الخراسانى» والى إقليم «خراسان» بالتخلص من
أحد كبار الدعاة وهو «سليمان بن كثير»، الذى كان يُعرف بنقيب
النقباء، عقب اتهامه بالاتصال بأحد أبناء البيت العلوى وتحريضه
على الثورة ضد البيت العباسى.
وتُوفى الخليفة العباسى الأول «أبو العباس» بالأنبار فى (١٣ من ذى
الحجة سنة ١٣٦هـ= ٩ من يونيو سنة ٧٥٤م)، وعمره نحو ست وثلاثين
سنة.
الخليفة الثانى: أبو جعفر المنصور (١٣٦ - ١٥٨هـ= ٧٥٣ - ٧٧٥م):
هو «عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب
الهاشمى»، وكنيته «أبو جعفر».
ولد سنة (٩٥هـ= ٧١٤م) فى قرية «الحميمة» بالشام، وتربى وسط
كبار الرجال من «بنى هاشم»، فنشأ فصيحًا عالمًا بسير الملوك
والأمراء، ودرس النحو والتاريخ والأدب شعرًا ونثرًا وغير ذلك، كما
كان كثير الأسفار والتنقل.