منشآتها العمرانية، فساهم الأمراء والوزراء فى بناء بعض
أحيائها، وأنشأ الوزير «رشيد الدين فضل الله» محلة بها على
نفقته الخاصة؛ اشتملت على ألف منزل، ومسجد كبير. وأمر
السلطان ببناء قبة كبيرة فوق مقبرته، ومازالت هذه القبة قائمة
حتى اليوم دليلا على عظمة العمارة فى هذا العصر. تمكن
«أولجايتو» فى سنة (٧٠٦هـ) من بسط سيطرته على إقليم
«جيلان»، وهو الإقليم الذى لم يتمكن المغول من السيطرة عليه
حتى هذه السنة لكثرة غاباته، ووعورة مسالكه، وأعاد بناء
مرصد «مراغة» الذى بناه «هولاكو» من قبل، وحين بلغ
«أولجايتو» الثالثة والثلاثين من عمره اشتد عليه المرض واعتلَّت
صحته، وتوفِّى فى رمضان سنة (٧١٦هـ). تولى «أبو سعيد»
حكم البلاد بعد وفاة السلطان «أولجايتو»، وكان لايزال فى
الثالثة عشرة من عمره، فاضطربت أحوال البلاد وتعددت ثورات
الأمراء المغول فى مناطق متفرقة ضده، غير أن «أبا سعيد»
استعان عليهم بقائد جيشه الأمير «جوبان»، فقضى عليهم،
وأعاد إلى البلاد استقرارها وهدوءها. تعرضت «الدولة
الإيلخانية» -عقب وفاة السلطان «أبى سعيد بهادر» - للضعف
والزوال، حيث كان السلاطين الذين اعتلوا عرش هذه الدولة بعد
«أبى سعيد» ضعاف الشخصية، كما كانوا ألعوبة فى أيدى
الأمراء المغول وكبار رجال الدولة، وظل هذا حال هذه الدولة
حتى وفاة «أنوشيروان» آخر السلاطين الإيلخانيين فى سنة
(٧٥٦هـ)، فتقاسم خمسة من كبار الأمراء المغول أملاك هذه
الدولة، وكون كل منهم دولة صغيرة مستقلة، وهذه الدول هى:
دولة آل جلائر (الجلائريون) - دولة الجوبانيين. - دولة آل المظفر. -
دولة السربداريون. - دولة آل كرت.