للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الميادين، وكانت أبرزها إصلاحاته العمرانية، حيث أقام شمالى

غرب «تبريز» محلة عُرفت باسم «شام غازان»، وتفصلها عن

مدينة «تبريز» حدائق ومتنزهات كثيرة، وأمر كبار مهندسيه

بإقامة بناء عالٍ فى ذلك المكان؛ تعلوه قبة كبيرة، ليكون

مدفنًا له، وقد استمرت عمارة القبة وتوابعها نحو خمس سنوات،

واشتملت على مسجد وخانقاه ومدرستين (إحداهما للشافعية

والأخرى للحنفية)، ومستشفى، ومكتبة، ومرصد، ومدرسة لتعليم

العلوم الطبية، وبيت لحفظ كتب القوانين التى أصدرها الإيلخان

عرف باسم «بيت القانون»، كما أنشأ مسكنًا للأطفال وآخر

للأشراف، وضمت هذه الأبنية بعض الحمامات العامة، وملجأ

واسعًا لليتامى؛ به مكتب لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وملجأ

آخر يتسع لنحو خمسمائة أرملة من النساء اللائى فقدن عائلهن،

فضلا عن ذلك أنشأ «غازان» الأجران الواسعة المملوءة

بالحبوب، والمزودة بأحواض المياه لكى تتزود منها الطيور

المهاجرة من الشمال إلى الجنوب فى الفصول الباردة من السنة

خلال رحلتها عبر الهضبة الإيرانية التى تغطيها الثلوج فى هذا

الوقت من السنة، خاصة أن أعدادًا كثيرة من هذه الطيور كانت

تلقى حتفها، لتعذر حصولها على الغذاء، فأقام لها «غازان»

هذه الأجران رحمة بها، وأصبحت هذه المؤسسات والمنشآت

التى أقامها «غازان» مفخرة العالم الإسلامى والحضارة

الإسلامية، حيث حول الإسلام القبائل الهمجية البربرية إلى أناس

مهذبى الطباع، منظمين محبين للحضارة والعمران، وامتلأت

قلوبهم رحمة وعطفًا حتى على الطيور والحيوانات. قدم السلطان

«أولجايتو» من «خراسان» التى كان حاكمًا عليها، وتولى

العرش خلفًا لأخيه «غازان» فى سنة (٧٠٣هـ)، وجعل الوزارة

مشاركة بين «رشيد الدين فضل الله الهمدانى» وسعد الدين

الساوجى. بدأ إنشاء مدينة السلطانية فى عهد السلطان

«غازان»، وهى تقع على بعد خمسة فراسخ من «زنجان»، فعمد

«أولجايتو» إلى استكمال تشييدها وأمر بالتوسعة فى

<<  <  ج: ص:  >  >>