للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة، وسقط العرش، وسقطت «الدولة الصفوية» فى عام

(١١٤٨هـ = ١٧٣٦م) فانقسمت «إيران» إلى عدة مناطق منفصلة.

تمكن الصفويون من إقامة دولة قومية لهم فى «إيران» على

أسس مذهبية، وأحيوا بها الروح القومية، ووحدوا عناصر الشعب

تحت لواء مذهبهم الذى قاموا بنشره بالترهيب والترغيب بين

الطبقات كافة. وانتفع الصفويون فى تكوين حضارتهم بالصراع

العسكرى فى حروبهم ضد العثمانيين؛ إذ كلفوا «روبرت»،

و «أنتونى شيرلى» الإنجليزيين بإنشاء مصنع للمدافع لهم،

فكان سببًا من أسباب تقدم حضارتهم العسكرية، وانتقل «طهما

سب» بعاصمة بلاده من «تبريز» إلى «قزوين» نتيجة توغل

السلطان العثمانى «سليمان القانونى» فى «العراق»، ثم فى

«تبريز» و «أصفهان»، وأخذ «طهما سب» فى بلاطه الجديد بكل

أسباب التحضر والتأنق والدقة، حيث كان خطاطًا ماهرًا، وله

دراية عالية بفنون النقش من خلال دراساته فى هذا المجال. وفى

سنة (١٠٠٧هـ = ١٥٩٨م)، نقل الشاه «عباس الصفوى» عاصمة

بلاده إلى «أصفهان»؛ فدبت بها حياة جديدة، وراجت بها

التجارة، وازدهرت الصنائع والفنون، وعمد «الشاه عباس» إلى

تطوير الجيش وتحديثه، فاستبدل جيشه القديم -المكون من قوات

قبلية- بجيش نظامى جديد، واستحدث فيه فرقة عسكرية جديدة

أطلق عليها اسم «أصدقاء الملك»، وكانت هذه الفرقة تضم

عشرة آلاف فارس، وكان ضعف هذا العدد من المشاة، ثم مضى

فى طريق التحديث العمرانى فشيد الطرق، وشق القنوات، وأعد

الأماكن اللازمة لنزول القوافل التجارية فى طول البلاد وعرضها،

وأقام مدينة ملكية جديدة فى «أصفهان»، وجعلها مجاورة

للمدينة القديمة، وأنشأ بها الإنشاءات اللازمة، ثم ضاعف هذه

الإنشاءات فى عام (١٠٢٠هـ = ١٦١١م)، وبنى لنفسه بها قصرًا

عظيمًا، وأنشأ حول ميدانه مسجدًا كبيرًا أسماه «مسجد شاه»،

وجعل بجواره مسجدًا آخر أصغر منه، وأحاط المدينة بسور من

الآجر والطين، وأقام بها الأسواق المسقوفة، ومائة واثنين

<<  <  ج: ص:  >  >>