بالتوسع، فزحف إلى «إيران» فى سنة (٧٨٢هـ = ١٣٨٠م)،
وتمكن من الاستيلاء على «خراسان» و «جرجان»، و «مازندران»،
و «سيستان»، و «أفغانستان»، و «فارس»، و «أذربيجان»،
و «كردستان»، ثم دخل «جورجيا» وغرب «إيران» فى عام
(٧٨٦هـ = ١٣٨٤م)، وتمكن من فتح «العراق» و «سورية» (حلب
ودمشق)، وهزم المماليك فى الشام، وحقق انتصارات عظيمة فى
«الهند» عقب وفاة «فيروزشاه» سلطان «دلهى» فى عام
(٧٩٩هـ = ١٣٩٧م)؛ حيث استولت جيوشه على حصن «أوكا»،
وأسقطت «الملتان»، وفتحت «آباد»، ودخلت «هراة» بالأمان،
ولاقى «تيمورلنك» مقاومة شديدة وصعوبة فى دخول «دهلى»
على يد سلطانها «محمود تغلق»، ولكن هذه المقاومة لم تستمر
طويلا، ودخل «تيمور» هذه المدينة، فقدم إليه أعيانها وعلماؤها
فروض الولاء والطاعة، وخُطب له فيها، وعلى الجانب الآخر حقق
«تيمورلنك» انتصارات كثيرة على الأتراك العثمانيين، وأسر
حاكمهم «بايزيد خان». وتُوفى «تيمورلنك» فى «أترار» عن
عمر يناهز السبعين عامًا فى سنة (٨٠٧هـ = ١٤٠٥م) بعد أن
دانت له البلاد من «دهلى» إلى «دمشق»، ومن «بحيرة آرال»
إلى «الخليج العربى»، فلما علمت بوفاته الأسر الحاكمة من «آل
المظفر»، و «آل جلائر» و «ملوك كرت»، وكذا الأسر التركية
والتركمانية أخذت جميعها تطالب باستقلالها عن خلفاء
«تيمور»، وعودتها إلى الحكم ثانية، فأثارت الفتن والقلاقل،
وكثرت الاضطرابات والمشاكل فى طول البلاد وعرضها،
وتعرضت «الدولة التيمورية» إلى نكسة حقيقية عقب وفاة
عاهلها ومؤسسها «تيمور»، وتمكنت بعض الأسر الحاكمة - من
قبل - من العودة إلى الحكم، وإعادة ما سلب من أملاكها
وممتلكاتها، فصارت هناك عدة أسر حاكمة تنافس خلفاء «آل
تيمور» ثم خلف «تيمورلنك» ابنه «شاهرخ» على العرش سنة
(٨٠٧هـ = ١٤٠٥م) واستمر فى الحكم إلى سنة (٨٥٠هـ = ١٤٤٧م)
فعاشت البلاد فى عهده أفضل فترات الحكم؛ إذ كان محبا للعلم