كان مولعًا بعلم الحديث، ويستمع إلى علمائه، ويستفسر عما
يتلونه عليه من أحاديث، وكان يستدعى إلى «غزنة» كل من له
سعة فى العلم والأدب والشعر، مثل «بديع الزمان الهمذانى»
صاحب فن المقامات، قال عنه «الثعالبى»: «إنه معجزة همذان،
وغرة العصر، كان ينشد القصيدة إذا سمعها مرة واحدة، ويترجم
ما يستمع إليه من الأبيات الفارسية المشتملة على المعانى
الغريبة إلى الشعر العربى، فيجمع فيها من الإبداع والإسراع».
ومنهم أبو ريحان محمد بن أحمد البيرونى (٣٦٢ - ٤٤٠هـ) الذى
يعد من أعظم رجال الحضارة الإسلامية وأبرزهم، وقد نال تقديرًا
علميا كبيرًا، وترجمت كتبه إلى اللغات الأوربية، وسمَّت روسيا
جامعة حديثة باسمه وأقيم له تمثال فى جامعة موسكو، وأصدر
اليونسكو وبعض جامعات أمريكا وألمانيا فهارس بأعماله.
وكذلك ظهر عشرات العلماء والفقهاء والشعراء فى «الدولة
الغزنوية»، وبلغ اهتمام الغزنويين بالنهضة الثقافية والعلمية
مدى كبيرًا تفوقت به على مثيلاتها؛ لدرجة أنها كادت تتفوق
على «بغداد» مركز الإشعاع الثقافى فى العالم الإسلامى.