الأتراك بصفات عسكرية كالشدة والقوة والتحمل جعل «المعتصم»
يستكثر منهم، يضاف إلى ذلك أن أمه تركية.
إلا أن كثرة الأتراك سببت أضرارًا كبيرة لسكان «بغداد»، مما دفع
«المعتصم» إلى البحث عن مكان جديد يكون عاصمة له فوقع الاختيار
على المكان الذى بنيت عليه مدينة «سُرّ من رأى» (سامراء حاليا)
التى بُدء البناء فيها سنة (٢٢١هـ= ٨٣٦م)، ويتميز موقعها بميزات
سياسية واقتصادية وعسكرية، فمن الناحية السياسية فإنها فى
موقع متوسط يسهل الاتصال بأنحاء الدولة، ومن الناحية الاقتصادية
فإن موقعها يسهل عمليات التبادل التجارى بين النواحى الشمالية
والجنوبية، وعسكريا فإن إحاطة المياه بها يجعلها فى مأمن من أى
عدوان خارجى.
ومن الأعمال العظيمة التى تنسب إلى «المعتصم بالله» نجاحه فى
القضاء على ثورة «بابك الخرمى»، فحينما تولى أمر البلاد جهز
جيشًا بقيادة «الأفشين» وزوَّده بكل أدوات القتال وبالمال اللازم؛
حيث دارت عدة معارك، انتهت بالقبض على «بابك الخرمى» وإعدامه.
المعتصم والشيعة:
لم تظهر فى عهد «المعتصم» حركات علوية مؤثرة كالحركات التى
حدثت فى عهد الخلفاء السابقين، وإنما حدثت بعض الحركات
الضعيفة، ومنها:
حركة «محمد بن القاسم» المعروف بالصوفى، سنة (٢١٩هـ= ٨٣٤م):
والذى تحرك فى عدة أماكن كالحجاز و «الكوفة» ثم استقر فى
«خراسان»، وشكلت حركته خطرًا على «الدولة العباسية»، فكلف
«المعتصم» واليه على «خراسان» «عبدالله بن طاهر» بالتصدى لهذه
الحركة؛ حيث نجح فى القضاء عليها.
وفاة المعتصم بالله سنة (٢٢٧هـ= ٨٤١م):
تُوفى «المعتصم بالله» فى شهر (ربيع الأول سنة ٢٢٧هـ= ديسمبر
سنة ٨٤١م)، وقد أطلق عليه بعض المؤرخين «المُثَمن»، لأن خلافته
دامت ثمانى سنين وثمانية أشهر ويومين، ومولده فى الشهر الثامن
من العام الهجرى، ومات عن ثمانية بنين وثمانى بنات.
الخليفة التاسع: الواثق بالله: (٢٢٧ - ٢٣٢هـ = ٨٤١ - ٨٤٧م)