ارتبطت بالأحوال والظروف السياسية التى كانت تمر بها كل من
الدولتين، واتسمت هذه العلاقات بالصراع بين الطرفين، ودخول
بنى حفص فى تبعية «بنى مرين» فى أحايين كثيرة، ولكن ذلك
لم يمنع من قيام بعض العلاقات الطيبة فى فترة حكم «عثمان ابن
أحمد المرينى» (٨٠١ - ٨٢٣هـ = ١٣٩٨ - ١٤٢٠م)، و «عبدالحق بن
سعيد المرينى» (٨٦٣ - ٨٦٩هـ = ١٤٥٩ - ١٤٦٥م). عرفت «دولة
بنى حفص» نظام الخلافة، وكان الحكم بها وراثياًّ، ويعاون
الخليفة هيئة استشارية، يُطلق عليها اسم أشياخ البساط،
وجميعهم من قبيلة «هنتاتة» التى تنتمى إليها الأسرة الحاكمة،
وكذلك عرفت هذه الدولة نظام الحجابة، وتطور هذا النظام لدرجة
أن الحاجب كان يفصل فى الأمور دون الرجوع إلى الخليفة،
وجاء منصب الوزارة فى مرتبة تلى منصب الحجابة، ويأتى إلى
جانبهما منصب القضاء الذى أولاه الحفصيون عنايتهم لأهميته.
تنوعت مصادر الدخل فى «دولة بنى حفص»، وشملت: الضرائب
والزكاة، والجزية، والمصادرات، والخراج، وانتعشت الزراعة
وكثرت المحاصيل، ونشطت الصناعات مثل: المنسوجات
بأنواعها، والصناعات الجلدية والزجاجية، وصناعة الأسلحة
والسفن، واستخدم «بنو حفص» عملة خاصة بهم ليؤكدوا
استقلالهم. تشكل المجتمع الحفصى من عدة عناصر، وكانت
قبيلة هنتاتة البربرية فى مقدمة هذه العناصر، كما كان العرب
المقيمون، والعرب الهلالية ممن شكلوا هذا المجتمع، تضاف إليهم
مجموعات الروم والأتراك. وشهدت «الدولة الحفصية» حركة
واسعة فى البناء والتعمير، وأقام الحفصيون المؤسسات
التعليمية مثل: الكتاتيب، والزوايا والمساجد، فقامت بدورها فى
دعم العلوم المختلفة وتدريسها، ثم أنشأ الحفصيون المدارس
بالعاصمة «تونس»، وكانت أول مدرسة هى «المدرسة
الشماعية» التى أنشأها «أبو زكريا يحيى الأول» فى سنة
(٦٣٣هـ= ١٢٣٥م)، وتلتها «التوفيقية» فى سنة (٦٥٠هـ= ١٢٥٢م).
وأخذت «الدولة الحفصية» بالمذهب المالكى، واهتمت بالعلوم