من الهوان، على حساب عقيدتها الأرثوذكسية التقليدية لصالح
الكاثوليكية فى الغرب الأوربى. وكان رخاء الإمبراطورية
الحقيقى حتى الربع الأول من القرن (١١م)؛ حيث نَهَجَ البيزنطيون
نَهْجَ الرومان الأجداد؛ إذ اعتبروا القانون عصب الحياة، فأعطوا
التشريعات اهتمامهم ما بدأه الأسلاف، وخلفوا لنا مجموعات
قانونية متميزة. ومن الشخصيات المؤثرة فى الحياة البيزنطية
العامة: الإمبراطور قسطنطين الذى بنى العاصمة، واعتنق
المسيحية واعترف بها ديانة شرعية، والإمبراطور ثيودوسيوس
الأول (٣٧٩ - ٣٩٥م)، وجوستنيان صاحب المجموعة القانونية
الشهيرة، والإمبراطور هرقل، والإمبراطور ليو الثالث الأيزورى،
الذى نجح فى فك الحصار الثالث على القسطنطينية فى عهد
الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك. وتكتمل هذه الشخصيات
بأباطرة الأسرة المقدونية، الذين شهدت الإمبراطورية عصرها
الذهبى على أيديهم، وقد تركت الإمبراطورية البيزنطية أثرًا
حضاريًّا كبيرًا، فأفاد المسلمون منها فى ترجمة كثير من الكتب
المؤلَّفة فى مختلف فروع المعرفة، لكن الأثر الأكثر عمقًا كان
فى حياة الصرب والبلغار والروس، أو بعبارة آخرى فى منطقة
البلقان، وكان فى النواحى العقيدية والفكرية والفنية والأدبية.