للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد هو الإسلام، وأنه لا ينبغى أن يحارب بعضهم بعضًا وأن

كلا منهما يجب أن يحترم حدود الآخر، فهدأت الأحوال بين

الدولتين حتى تُوفِّى الشيخ «محمد الأمين الكانمى» فى عام

(١٢٥١هـ = ١٨٣٥م) وخلفه ابنه الشيخ «عمر». وفى عهد هذا

الشيخ حاول «الماى إبراهيم بن أحمد» (١٢٣٢ - ١٢٦٢هـ = ١٨١٧

- ١٨٤٦م) أن يسترد سلطاته التى سلبها منه الشيخ «محمد

الأمين» ثم ابنه «عمر»، واستعان فى ذلك بأمير دويلة صغيرة

تقع بين «كانم» و «دارفور» تُسمَّى «واداى» وتآمر معه لغزو

«برنو». ونفذ أمير «واداى» الخطة المتفق عليها وأباد جيش

«برنو» فى (١٢٦٢هـ = ١٨٤٦م) منتهزًا فرصة غياب الشيخ

«عمر» عن العاصمة؛ لحرب كانت واقعة بينه وبين أحد جيرانه

الآخرين، ولما علم هذا الشيخ بنبأ هذا الغزو وهذه المؤامرة عاد

إلى «برنو»، وأخرج الغزاة منها نظير مبلغ كبير من المال دفعه

لهم، وقبض على الماى «إبراهيم» ومستشاريه وأعدمهم جميعًا،

ثم تخلَّص من الماى «على بن دالاتو» عام (١٢٦٢هـ = ١٨٤٦م)

الذى لم يحكم سوى أربعين يومًا وكان مفروضًا عليه كشرط

لرحيل جيش أمير «واداى» عن «برنو». وبمقتل «على بن دالاتو»

انتهى حكم الأسرة «السيفية الماغومية» التى ظلت تحكم هذه

البلاد أكثر من ألف عام، وأصبحت «برنو» تحت حكم الأسرة

الكانمية فِعليا ورسميا منذ ذلك التاريخ وحتى وقوعها فى

قبضة الاستعمار الفرنسى فى عام (١٣١٨هـ = ١٩٠٠م)، وقد

أعيد تقسيم أملاك إمبراطورية «برنو» بين «إنجلترا» و «فرنسا»

و «ألمانيا» بعد القضاء على مقاومة أحد المجاهدين ضد

الاستعمار الأوربى وهو «رابح الزبير». فأخذت «فرنسا» إقليم

«كانم»، وأخذت «إنجلترا» إقليم «برنو»، وظفرت «ألمانيا»

بالمناطق الجنوبية لبرنو، وهكذا تلاشت إمبراطورية «برنو»

التاريخية على يد الغزاة الأوربيين فى بداية القرن العشرين

الميلادى، وظل الأمر على هذا النحو حتى قامت حركة الكفاح

الوطنى فى هذه المنطقة ضد المستعمر الأوربى، وتكللت

<<  <  ج: ص:  >  >>