على يد «على بن حسن بن على الشيرازى»، وما زالت أغلبية
المسلمين فى هذه المنطقة من السُّنة الشافعية حتى الآن. على
أية حال فقد انفعل سلاطين هذه السلطنة سواء أكانوا من الفرس
أم من العرب بالحياة والتقاليد الإسلامية كل الانفعال، فأكثروا
من بناء المساجد والمدارس، واهتموا بالعلوم الإسلامية،
واستقدموا العلماء ورحبوا بالأشراف والصالحين، كما شاركوا
فى الجهاد ضد الوثنيين الذين كانوا يقيمون فى الداخل، وقد
أشار إلى ذلك «ابن بطوطة» وقال: «إن سلطانها كان كثير
الغزو إلى أرض الزنوج، يغير عليهم ويأخذ الغنائم فيُخرج
خمسها ويصرفه فى مصارفه المعينة فى كتاب الله تعالى،
ويجعل نصيب ذوى القربى فى خزانة على حدة، فإذا جاءه
الشرفاء دفعه إليهم، وكان الشرفاء يقصدونه من العراق
والحجاز وسواها .. وكان هذا السلطان له تواضع شديد ويجلس مع
الفقراء ويأكل معهم ويعظم أهل الدين والشرف». غير أن ازدهار
«كلوة» لم يتجاوز منتصف القرن الرابع عشر؛ إذ أخذ نجمها فى
الأفول بسبب تعرضها لبعض الاضطرابات الداخلية، وبدأت مدينة
«بات» فى شمالها تقوى وتثرى لانتقال تجارة الذهب إليها،
وأخذت فى التوسع صوب «كلوة» فى عهد أسرة «بنى نبهان»
العربية التى أسست سلطنة قوية فى مدينة «بات» فرضت
سلطانها على كثير من بلاد الساحل الشرقى لإفريقيا، كذلك قام
حاكم «سوفالة» بالتخلص من سيادة «كلوة» وأعلن استقلاله
عنها، وانتهى الأمر إلى نزوح بعض العرب من «مالندة» (مالندى)
إلى «كلوة» وتولوا مناصب الوزراء والأمراء وأبقوا على
السلطان الذى لم يكن له من الحكم إلا الاسم فقط، وقام الصراع
بين أفراد البيت الحاكم على منصب السلطان فى القرن الخامس
عشر الميلادى، وتعاقبوا على العرش الواحد بعد الآخر، وقل
المال حتى إن الحكومة لم تجد ما تنفقه على إصلاح المسجد
الكبير بعد أن أصابه الخراب. وقد أعطى كل هذا الفرصة
للبرتغاليين للسيطرة على مقاليد الأمور فى البلاد، ففى عهد