للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النهر وخراسان، و «الدولة الحمدانية» (٢٩٣ - ٣٩٢هـ) فى الموصل

وحلب، و «البويهيين» فى فارس وشيراز وأصبهان والرى

وهمذان، كما ظهر «الفاطميون» فى الشمال الإفريقى وحكموا

مصر، واتخذوا من القاهرة عاصمة لدولتهم الشيعية. وفى هذا

العصر فقد الخلفاء نفوذهم ولم يعد لهم من الأمر شىء، وضاعت

هيبتهم، وتعرض بعضهم للعزل والإهانة وعدم التوقير، بل والقتل

أحيانًا دون نظر إلى جلال المنصب فى النفوس، لكنهم نعموا فى

ظل السلاجقة بقدر كبير من الاحترام والتوقير، وإن لم يتمتعوا

بسلطة الخلافة الحقيقية التى كانت فى أيدى السلاجقة. وعلى

الرغم من افتقاد هذا العصر إلى الوحدة السياسية فإنه شهد

تفوقًا حضاريا هائلا ونهضة فكرية شاملة، وازدهارًا فى الحركة

الثقافية، وبروزًا لعدد ضخم من الفقهاء والمفسرين والكتاب

والشعراء وغيرهم، وتنافسًا فى بناء المدارس واجتذاب العلماء.

وظلت الدولة العباسية قائمة حتى استطاع «هولاكو» دخول

بغداد فى المحرم من سنة (٦٥٦هـ)، والقبض على الخليفة

«المستعصم العباسى» وأهل بيته، وقتلهم جميعًا، وبهذا سقطت

الخلافة العباسية فى بغداد، وهى التى ظلت لأكثر من خسمة

قرون رمزًا لوحدة المسلمين حتى فى فترات الضعف التى حلّت

بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>