للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظل حاكمًا لمصر نيابة عن مولاه «المعز لدين الله» (٧) حتى سنة

(٣٦٢هـ= ٩٧٣م)، حين قدم «المعز» إلى «مصر» فى رمضان من

هذه السنة، فقام بالأمر وأصبحت «مصر» منذ ذلك الوقت مقرا

للخلافة الفاطمية الشيعية حتى سنة (٥٦٧هـ= ١١٧٢م). ظل

«المطيع لله» فى الخلافة ما يقرب من «ثلاثين عامًا»، حتى

أُصيب بالفالج - وهو الشلل النصفى - فى أواخر حياته فتعذرت

حركته وثقل لسانه، مما دعا «سُبُكْتكين»، حاجب «عز الدولة

بختيار» إلى أن يطلب منه خلع نفسه وتسليم الخلافة إلى ابنه

«عبدالكريم»، فتم ذلك فى (١٣من ذى القعدة سنة ٣٦٣هـ= يوليو

سنة ٩٧٤م)، ولقب «عبدالكريم» بالطائع لله. ثانيًا: خلافة الطائع

لله (٣٦٣ - ٣٨١هـ= ٩٧٤ - ٩٩١م). تولى «الطائع لله» الخلافة فى

(ذى القعدة سنة ٣٦٣هـ= يوليو سنة ٩٧٤م) وعمره ثلاث وأربعون

سنة، وقد تُوفِّى والده «المطيع لله» بعد ذلك بفترة قصيرة، فى

(سنة المحرم سنة ٣٦٤هـ= سبتمبر ٩٧٤م). فى بداية خلافة

«الطائع لله» حدثت الفتنة بين «عضد الدولة بن ركن الدولة»،

وابن عمه «بختيار بن معز الدولة»، فقد شجع «عضد الدولة» جند

«بختيار» على الثورة عليه ووعدهم بالإحسان إليهم والنظر فى

أمورهم، فثار عليه الجند وتم القبض على «بختيار» وحبسه فى

(جمادى الآخرة سنة ٣٦٤هـ= فبراير سنة ٩٧٥م)، وأصبحت

«بغداد» و «العراق» تحت سلطان «عضد الدولة» .. وقد عز على

«ركن الدولة» أمير أمراء البيت البويهى ووالد «عضد الدولة» أن

يتصرف ابنه «عضد الدولة» مع ابن أخيه «بختيار» بهذه الصورة،

فكتب إلى أنصار «بختيار» يساندهم ويأمرهم بالثبات والصبر

ويعرفهم أنه عازم على المسير إلى «العراق» لإخراج «عضد

الدولة» وإعادة «بختيار»، فانصرف أنصار «عضد الدولة» عنه

واضطر إلى الإذعان لإرادة أبيه، فأخرج «بختيار» من سجنه ورد

إليه ما سلبه من سلطانه، وعاد إلى «فارس» فى (شوال سنة

٣٦٤هـ= يونيو سنة ٩٧٥م)، وكان الخليفة «الطائع لله» مسلوب

<<  <  ج: ص:  >  >>