«إسماعيل» «سمرقند» إلى ملكه، وأصبح هو الحاكم الأعلى
لكل بلاد «ما وراء النهر»؛ لذلك يرى بعض المؤرخين أن
«إسماعيل بن أحمد بن أسد السامانى» هو المؤسس الحقيقى
للدولة السامانية؛ حيث خضع له سائر الأمراء السامانيين، ووسع
حدود الدولة، فضم لها «خراسان» ومعظم البلاد التى كانت
خاضعة لنفوذ «الدولة الصفارية»، وبلغت «الدولة السامانية» قمة
مجدها فى عهده (من ٢٧٩ - ٢٩٥هـ= ٨٩٢ - ٩٠٨م) ثم فى عهد
حفيده «نصر بن أحمد بن إسماعيل» (٣٠١ - ٣٣١هـ= ٩١٣ - ٩٤٣م)
وبدأت «الدولة السامانية» تتدهور منذ عهد «نوح بن نصر» (٣٣١
- ٣٤٣هـ= ٩٤٣ - ٩٥٤م)، حتى سقطت فى يد الغزنويين سنة
(٣٨٩هـ= ٩٩٩م) .. وقد كانت «الدولة السامانية» ملتزمة بمذهب
أهل السنة، وكانت علاقتها بالخلافة العباسية علاقة احترام
وإجلال؛ حيث كان أمراؤها يعدون أنفسهم نوابًا عن الخليفة.
وقد ازدهرت الحياة العلمية فى عصر السامانيين، وكانت
«بخارى»، و «سمرقند» تنافسان «بغداد» فى مكانتها العلمية
والأدبية، بسبب تشجيع الأمراء السامانيين للعلم وحبهم للعلماء،
فقد سمح الأمير السامانى «أبو القاسم نوح بن منصور» (نوح
الثانى) لابن سينا باستخدام مكتبة قصره، كما قام الطبيب
والفيلسوف المشهور «أبو بكر الرازى» (٢٥١ - ٣١٣هـ= ٨٦٥ -
٩٢٥م) بإهداء كتابه المعروف فى الطب «المنصورى» إلى الأمير
السامانى «أبى صالح منصور بن إسحاق» أمير «سجستان».
وقد شهد الأدب الفارسى أيضًا عصره الذهبى خلال حكم
السامانيين، وعاش الشاعر الفارسى المعروف «الفردوسى»
شطرًا من حياته فى عصر «الدولة السامانية».