للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن نوبخت»، وكانوا يترجمون من الفارسية إلى العربية. و «حنين بن

إسحاق»، و «يوحنا البطريق»، و «يوحنا بن ماسويه»، وكانوا

يترجمون من اليونانية والسريانية إلى العربية، وفى عهد «المأمون»

نشطت حركة الترجمة والنقل من اللغات الأجنبية إلى العربية، فأرسل

البعوث إلى «القسطنطينية» لإحضار المصنفات الفريدة فى الفلسفة

والهندسة والموسيقى والطب.

وبجانب اهتمام الخلفاء بحركة الترجمة والنقل، اهتم ذوو اليسار

(الأغنياء) بتشجيع العلم والإنفاق على الترجمة إلى اللغة العربية،

ومنهم «محمد» و «أحمد» و «الحسن» أبناء «موسى بن شاكر» الذين

أنفقوا أموالاً ضخمة فى ترجمة كتب الرياضيات، وكانت لهم آثار قيمة

فى الهندسة والموسيقى والنجوم، وقد أرسلوا «حنين بن إسحاق»

إلى بلاد الروم فجاءهم بطرائف الكتب وفرائد المصنفات.

وقد اشتغل كثير من المسلمين بدراسة الكتب التى تُرجمت إلى

العربية، وتفسيرها والتعليق عليها، وتصحيح أخطائها، ومن هؤلاء:

«يعقوب بن إسحاق الكندى»، الذى ترجم كثيرًا من كتب الفلسفة

وشرح غوامضها، ونبغ فى علوم الطب والفلسفة والحساب والمنطق

والهندسة وعلم النجوم.

ومن العوامل التى ساهمت فى ازدهار الحركة العلمية فى العصر

العباسى الأول ظهور الورق واستخدامه فى الكتابة، وقد أنشأ

«الفضل بن يحيى البرمكى» مصنعًا للورق فى عهد «الرشيد» ببغداد،

فانتشرت الكتابة فيه لخفته بعد أن كانوا يكتبون على الجلود

والقراطيس المصنوعة بمصر من ورق البردى.

<<  <  ج: ص:  >  >>