للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصدى للنفوذ التركى بكل حزم، وصار يسب الأتراك ويقول: هؤلاء

قتلة الخلفاء.

ورغم أن «المنتصر بالله» كان وافر العقل قوى الشخصية فإن

الأتراك احتالوا على قتله، فأعطوا طبيبه «ابن طيفور» ثلاثين ألف

دينار، ففصده بمبضع مسموم فمات، فى (ربيع الآخر سنة ٢٤٨هـ=

يونيو سنة٨٦٢م) بعد حكم دام ستة أشهر فقط، ويروى أنه حينما

احتضر، قال لأمه: «يا أماه! ذهبت منى الدنيا والآخرة، عاجلت أبى

فعوجلت».

ومن مآثر «المنتصر بالله»، خلال فترة حكمه القصيرة، إحسانه إلى

العلويين، وإزالته عنهم ما كانوا فيه من خوف وضيق فى عهد أبيه

«المتوكل».

(٣) المستعين بالله:

هو «أحمد بن المعتصم»، تولى الخلافة فى السادس من (ربيع الآخر

سنة ٢٤٨هـ= يونيو سنة ٨٦٢م)، وعمره ثمانٍ وعشرون سنة، فعقب

وفاة «المنتصر» اجتمع الأتراك بزعامة «بُغا الصغير» و «بُغا الكبير»،

وقرروا عدم تولية أحد من أولاد «المتوكل» الخلافة، خوفًا من انتقامه

منهم، وبايعوا «أحمد بن المعتصم»، الملقَّب بالمستعين بالله.

وكان من الطبيعى ألا يكون للمستعين بالله مع الأتراك أمر ولا نهى،

ولم يمضِ وقت طويل حتى غضب عليه الأتراك وقرروا خلعه ومبايعة

«المعتز بالله محمد بن المتوكل»؛ فاشتعلت الحرب بين أنصار

«المستعين» وأنصار «المعتز»، وانتهت بالقبض على «المستعين»

وقتله فى سجنه فى (شوال سنة ٢٥٢هـ= ديسمبر سنة ٨٦٦م).

وقد شهدت خلافة «المستعين بالله» قيام «الدولة العلوية» بطبرستان

سنة (٢٥٠هـ= ٨٦٤م)، على يد «الحسن بن زيد العلوى» الملقب

بالداعى الكبير، واستمرت هذه الدولة حتى سنة (٣١٦هـ= ٩٢٨م).

(٤) المعتز بالله محمد بن المتوكل:

بويع له بالخلافة فى شوال سنة (٢٥٢هـ= ديسمبر سنة ٨٦٦م)، وعمره

تسعة عشر عامًا، وقد استضعفه الأتراك وطلبوا منه مالاً فاعتذر لهم

بفراغ بيت المال، فثاروا عليه وضربوه ومزقوا ملابسه، وأقاموه فى

الشمس، فكان يرفع رجلاً ويضع أخرى من شدة الحر، ثم سجنوه

<<  <  ج: ص:  >  >>