محمد بن قلاوون» الحكم عقب وفاة أبيه، وكان صغير السن،
فتولى القائد «قانصوه الخمسمائة» الوصاية عليه فى بداية
عهده، ولكن «الناصر محمد» ترك العرش وتنازل عن السلطنة
حين رأى الدسائس والفتن والاضطرابات من حوله، فتولى من
بعده عدد من السلاطين، كانت مدة حكم كل منهم قصيرة،
فساعد ذلك على زيادة الاضطرابات واشتعالها، وظل الوضع
على ذلك حتى تمكن «قانصوه الغورى» من الوصول إلى
العرش، وهؤلاء السلاطين هم: «قانصوه الأشرفى»، و «جنبلاط»،
و «طومان باى الأول». السلطان قانصوه الغورى
[٩٠٦ - ٩٢٢هـ=١٥٠١ - ١٥١٦م]: السلطان طومان باى الثانى [٩٢٢ -
٩٢٣ هـ = ١٥١٦ - ١٥١٧م]: بعد مقتل «الغورى» بالشام استقر
الرأى على تعيين «طومان باى» ابن أخيه سلطانًا على «مصر»،
وجلس «طومان باى» على العرش فى فترة كانت شديدة الحرج
فى تاريخ «مصر»؛ إذ سيطر العثمانيون على الشام، وساءت
الأحوال بمصر بعد هزيمة «مرج دابق»، ولم يكتفِ العثمانيون بما
حققوا، بل يمموا شطر «مصر» فى محاولة منهم للسيطرة عليها.
حاول «طومان باى» السيطرة على الموقف، وقام بعدة أعمال
فى سبيل تحقيق ذلك، وفض الخصومة التى كانت قائمة بين
المماليك وصالح بينهم، وساعده فى ذلك حب الشعب له لإخلاصه
ووفائه وتفانيه فى خدمة المسلمين. باءت كل محاولات «طومان
باى» بالفشل فى إعادة المماليك إلى قوتهم الأولى التى كانوا
عليها فى عصور النهضة، فقد أنهكتهم الاضطرابات، وقضت
على وحدتهم الفتن، فانتهى الأمر بهزيمتهم على أيدى
العثمانيين فى موقعة «الريدانية» الشهيرة فى ظاهر
«القاهرة»، ودخل العثمانيون «مصر»، وحاول المصريون
مساندة «طومان باى» فى هذه الظروف لحبهم الشديد له، إلا
أنهم لم يستطيعوا إيقاف زحف العثمانيين على «مصر»، فخرج
«طومان باى» إلى «مديرية البحيرة» فى محاولة منه لاستجماع
قوته وجنوده، ولكن العثمانيين تمكنوا منه وقبضوا عليه، ثم
شنقوه على «باب زويلة» سنة (٩٢٣هـ)، بعدما بذل كل جهوده