بن أحمد) وزير الخليفة «القائم بأمر الله»، فاتهمه الوزير بالخيانة،
واتصاله بالفاطميين فى «مصر» لميوله الشيعية، ولما تبين ذلك
للخليفة «القائم بأمر الله» خشى أثر موقف «البساسيرى» على
مستقبل «الخلافة العباسية»، فاتصل بالسلطان السلجوقى «طغرل
بك»، وطلب منه القدوم إلى «بغداد» للاستيلاء على السلطة فيها
ووضع حد لمحاولات «البساسيرى» الخطيرة ولعجز البويهيين عن
إدارة شئون الدولة فاستجاب السلطان السلجوقى وتقدم بجنوده نحو
«بغداد»، وأمر الخليفة بأن يُخطَب له على منابرها، قبل دخولها فى
(٢٥ من رمضان سنة ٤٤٧هـ = نوفمبر سنة ١٠٥٥م) بثلاثة أيام، وتم
القبض على «الملك الرحيم» آخر ملوك البويهيين.
أصبح «طغرل بك» (ركن الدين أبو طالب محمد بن ميكائيل بن
سلجوق) أولَ سلاطين «السلاجقة» فى «بغداد»، ابتداءً من (رمضان
٤٤٧هـ = نوفمبر ١٠٥٥م)، وقد استقبله الخليفة «القائم بأمر الله» بكل
مظاهر الحفاوة والترحاب، ولقبه «ملك المشرق والمغرب».
الخلافة فى ظل السلاجقة:
رأى «السلاجقة» فى الخلافة السُّنية رمزًا دينيًا يعبر عن وحدة الأمة
الإسلامية وعزتها، ونظروا إلى الخليفة على أنه تجسيد حى لهذا
الرمز، فأحاطوه بهالة من التقدير والإكبار، ونعمت «الخلافة
العباسية» فى ظل نفوذ «السلاجقة» بأمرين:
الأول: سيادة المذهب السنى فى أرض الخلافة.
والآخر: إحاطة الخلافة بما هى أهل له من إكرام وإجلال؛ فأصبح من
حق الخليفة اتخاذ وزير له، ورغم أن وزير السلطان السلجوقى كان
بصفة عامة أوسع نفوذًا وأقوى تأثيرًا من وزير الخليفة، فإن ذلك لا
يقلل من حقيقة التكريم الذى أسبغه «السلاجقة» على منصب الخلافة؛
حيث كانت السلطة الفعلية فى يد «السلاجقة»، وكانت سلطة الخليفة
روحية أكثر منها سياسية.
فتنة البساسيرى ومحاولة إخضاع العراق للنفوذ الفاطمى:
عندما دخل «طغرل بك» «بغداد» اضطر «البساسيرى» إلى تركها،