للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية يكتب له، فدلوه على «عميد الملك الكندرى» (أبى نصر محمد

بن منصور بن محمد) فلما دخل «طغرل» «بغداد» سنة (٤٤٧هـ =

١٠٥٥م) عينه وزيرًا له، فكان ساعده الأيمن حتى وفاة «طغرل» سنة

(٤٥٥هـ = ١٠٦٣م).

ويعتبر «عميد الملك» أحد العوامل المهمة فى ازدهار دولة «طغرل

بك» بفضل ما كان يتمتع به من حنكة وكفاءة، كما كان سببًا مكَّن

«طغرل بك» من السيطرة على «العراق» ودار الخلافة، وإدخال

الخليفة «القائم» ووزرائه وحاشيته فى طاعة «السلاجقة» دون إراقة

دماء، لما تمتع به «عميد الملك» من نفاذ بصيرته فى الأمور، وبُعد

نظره، وحسن سياسته، إلى جانب رسوخ قدمه فى العلم والأدب.

واقترن اسم الوزير عميد الملك باسم «طغرل بك» وأصبح لا يذكر

أحدهما دون أن يذكر الآخر.

وفاة طغرل بك وتولى ألب أرسلان:

كان «طغرل بك» من كبار الشخصيات فى التاريخ، اتصف بالشجاعة

والإقدام، والعقل والحلم، وكان من أشد الناس احتمالاً وأكثرهم

كتمانًا لسره، كريمًا، محافظًا على الصلوات الخمس، ويصوم يومى

الإثنين والخميس.

ورغم أن بعض المؤرخين وصفه بالظلم والقسوة، فإن ذلك لا يتفق مع

صفاته السابقة التى سجلها له معظم المؤرخين.

وقد أوصى «طغرل بك» بأن يخلفه بعد موته ابن أخيه «سليمان بن

داود جغرى»؛ حيث إنه لم يخلف ولدًا، وفى (٨ من رمضان سنة ٤٥٥هـ

= سبتمبر سنة ١٠٦٣م) توفى «طغرل بك» بمدينة «الرى» ببلاد

«الجبل»، وعمره نحو سبعين عامًا، وقد نفذ «عميد الملك الكندرى»

وصية «طغرل بك»، ولكن الناس كانوا أميل إلى «ألب أرسلان»،

فأمر «عميد الملك» بالخطبة له وتم الأمر له بمساعدة وزيره «نظام

الملك»، وأصبح سلطانَ «السلاجقة».

قتل عميد الملك الكندرى ووزارة نظام الملك:

عقب تولِّى «ألب أرسلان» سلطنة «السلاجقة»، أقر «عميد الملك

الكندرى» وزير عمه «طغرل» فى منصبه، ولكنه سرعان ما تغير عليه

فعزله فى شهر (المحرم سنة ٤٥٦هـ = ديسمبر سنة ١٠٦٣م)، وسجنه،

<<  <  ج: ص:  >  >>