للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى «مصر»، وخضعت «مصر» مرة ثانية للخلافة العباسية، مما كان

له صدى هائل من الفرح والبهجة فى مجتمع أهل السنة فى جميع

بقاع العالم الإسلامى.

وقد تُوفِّى الخليفة «العاضد» فى (العاشر من المحرم سنة ٥٦٧هـ =

١٣ من سبتمبر سنة ١١٧١م) بعد قطع الخطبة له وانتهاء خلافته بأيام

قليلة.

جدير بالذكر أن «صلاح الدين» كان يحكم «مصر» فى ذلك الوقت

نائبًا عن السلطان «نور الدين محمود»، الذى كان خاضعًا للخليفة

العباسى ببغداد من الناحية الشكلية، وقد تُوفِّى «نور الدين محمود»

فى (١١ من شوال سنة ٥٦٩ هـ = أبريل سنة ١١٧٤م)، مما مهد الطريق

أمام «صلاح الدين» للاستقلال بحكم «مصر»، وضم ممتلكات «نور

الدين» فى «الشام» إلى «مصر»؛ حيث قامت «الدولة الأيوبية» التى

كانت تدين بالولاء الرسمى للخلافة العباسية.

خامسًا: تطور علاقة السلاجقة بالخلفاء العباسيين:

رغم تعدد روابط المصاهرة بين «السلاجقة» والعباسيين واحترام

السلاطين «السلاجقة» لمنصب الخلافة وإذعانهم له فقد حدث نزاع بين

الطرفين فى بعض الأوقات، وصل أحيانًا إلى استخدام السيف، فبعد

أن بايع الخليفة «المقتدى» ولده «المستظهر بالله» بولاية العهد،

اعترض السلطان «ملكشاه» على ذلك وألزم الخليفة بخلعه وتعيين

ابنه الأصغر «جعفر» وليا للعهد؛ لأنه كان ابن بنت السلطان. كما أمر

السلطان الخليفة بأن يسلم له «بغداد» وأن يخرج إلى «البصرة»،

فشق ذلك على الخليفة ولم ينقذه من ذلك إلا وفاة السلطان.

وفى عهد الخليفة «المسترشد بالله» (٥١٢ - ٥٢٩هـ = ١١١٨ - ١١٣٥م)

وابنه «الراشد بالله» (٥٢٩ - ٥٣٠ هـ = ١١٣٥ - ١١٣٦م) تعرضت العلاقة

بين «السلاجقة» والخلفاء إلى أزمة خطيرة انتهت بقتل الأول وخلع

الثانى.

سادسًا: ظهور الدولة الخوارزمية وقضاؤها على السلاجقة:

نشأت «الدولة الخوارزمية» فى ظلال «دولة السلاجقة»، فقد ظهر فى

عهد «ملكشاه الأول» مملوك تركى اسمه «أنوشتكين»، تمتع بتقدير

<<  <  ج: ص:  >  >>