قليل العدد لايبلغ عشرة آلاف فارس، بعد أن كان مائة ألف فى عهد
الخليفة «المستنصر»، ولم يصمد جيش «بغداد» طويلاً فى مواجهة
المغول، فاقتحمت قوات «هولاكو» «بغداد» فى (١٠ من المحرم سنة
٦٥٦هـ = ١٧ من يناير سنة ١٢٥٨م)، وقبض «هولاكو» على الخليفة
«المستعصم» وأهل بيته، بتدبير من وزيره الخائن «ابن العلقمى»،
كما تم القبض على عدد كبير من علماء «بغداد» وأعيانها وأمرائها،
وتم قتلهم جميعًا، واستمر القتال فى «بغداد» أربعين يومًا، وبلغ
عدد القتلى أكثر من مليون شخص، وكانت بلية لم يُصب الإسلام
بمثلها.
وهكذا أسقط المغول «الخلافة العباسية» فى «بغداد» سنة (٦٥٦هـ=
١٢٥٨م)، بعد أكثر من خمسة قرون من قيامها سنة (١٣٢هـ = ٧٤٩م)،
وقد ظن المغول أن سقوط الخلافة العباسية قد مهد الطريق أمامهم
لاكتساح العالم الإسلامى ولكن آمالهم تحطمت على صخرة الجهاد
الباسل فى معركة «عين جالوت» بفلسطين فى رمضان سنة (٦٥٨هـ
= ١٢٦٠م)، بقيادة سلطان «مصر» المملوكى «قطز»، مما مهد الطريق
لإحياء الخلافة العباسية فى «مصر» على يد السلطان «الظاهر
بيبرس» سنة (٦٥٩هـ = ١٢٦١م).