للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا الزَّجَّاج المتوفى سنة (٣١١هـ = ٩٢٣م)، وقد احتل عالم اللغة

الشهير أبو على الفارسى (المتوفى ببغداد سنة ٣٧٧هـ = ٩٨٧م)

مكانة متميزة فى بلاط الملك البويهى «عضد الدولة». وقد صنف

الفارسى لعضد الدولة كتاب «الإيضاح» و «التكملة» فى النحو، وكان

عضد الدولة يغدق عليه العطاء ويحيطه بمظاهر التكريم، وكان يقول:

«أنا غلام أبى على فى النحو» وممن عاصروا الفارسى من أعلام

اللغة أبو سعيد السيرافى المتوفى ببغداد سنة (٣٦٨هـ = ٩٧٩م)، وقد

ولى القضاء ببغداد. وكان السيرافى من أعلم الناس بنحو البصريين،

ومن بين مؤلفاته كتاب «أخبار النحويين البصريين» وكتاب «الوقف

والابتداء». يقول عنه ابن خلكان: «كان الناس يشتغلون عليه بعدة

فنون: القرآن الكريم والقراءات وعلوم القرآن والنحو واللغة والفقه

والفرائض والحساب والكلام والشعر والعروض والقوافى».

ويبرز أيضًا من بين علماء اللغة فى القرن (٤هـ= ١٠م) ابن

فارس (أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا) المتوفى سنة (٣٩٠هـ =

١٠٠٠م) على أشهر الأقوال. ومن كتبه الذائعة الصيت كتاب «المجمل»

فى اللغة. وقد كان ابن فارس مقيمًا بهمذان، وله رسائل أدبية أنيقة

وأشعار رقيقة.

على أننا لا نستطيع فى هذا السياق أن نغفل اسم عالم يُعَدُّ من

أعظم علماء اللغة، لا فى العصر العباسى الثانى فحسب؛ بل على

امتداد العصور الإسلامية كلها، وهو «أبو الفتح عثمان بن جنى»

الذى ولد بالموصل وتوفى ببغداد سنة (٣٩٢هـ = ١٠٠٢م). ومن بين

كتبه الذائعة الشهرة الزاخرة بالقيمة فى مجال اللغة كتاب

«الخصائص».

وله أيضًا «سر صناعة الإعراب»، و «المذكر والمؤنث»، و «المقصور

والممدود»، «واللمع» وغير ذلك. وقد شرح ابن جنى ديوان المتنبى

وكان من المعجبين بشعره. وكان ابن جنى صاحب حس أدبى مرهف،

وقد انعكس ذلك على كتاباته العلمية التى اتسم أسلوبها بالجمال

الأخَّاذ فضلاً عن الدقة البالغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>