للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - سوء علاقته بالخليفة العباسى.

٤ - استنزاف خيرة القادة والفرسان والجنود فى حروبه التى خاضها

فى «إيران» و «تركستان».

وقد تناول الأستاذ «أبو الحسن الندوى» فى كتابه «تاريخ دعوة

وعزيمة» أبرز عيوب «الدولة الخوارزمية» وسلطانها «محمد

خوارزمشاه» بقوله:

لقد صدر عن الملوك الخوارزميين الخطأ الكبير نفسه الذى وقع فيه

الحكام العرب فى الأندلس .. ولم يعفُ عنهم قانون الجزاء الإلهى .. ذلك

لأنهم بذلوا كل قواهم فى توسيع رقعة الملك ودعمه، وقمع الخصوم،

ولم يبذلوا أى اهتمام بتبليغ رسالة الإسلام إلى ذلك القسم البشرى

الذى كان يعيش بجوار حدودهم، وكان بنفسه عالمًا مستقلا، فبصرف

النظر عن الدافع الدينى والواجب الإسلامى، كان مقتضى الحزم

السياسى وبعد النظر أن يُعنوا بإيجاد التوافق العقائدى فى هذه

الدنيا الواسعة، وبذلك يكونون قد أقاموا حولهم سياجًا يحفظهم عن

ذلك الخطر الذى لم يواجههم وحدهم، بل اكتسح المسلمين كلهم.

الأوضاع السياسية فى وسط آسيا قبل ظهورجنكيزخان:

انقسمت منطقة «أواسط آسيا» فى أواخر القرن السادس الهجرى

(الثانى عشر الميلادى) إلى دول وحكومات متعددة ومختلفة، على

النحو الآتى:

أولا: الصين:

وانقسمت إلى قسمين، أحدهما شمالى (الصين الشمالية) وعاصمته

«بكين»، وكان تحت حكم أسرة «كين» التى سيطرت عليه، والقسم

الآخر جنوبى، وكان يضم الأقاليم الجنوبية، التى سيطرت عليها

أسرة «سونج»، وقد اتخذت من مدينة «هانج تشيو» عاصمة لها.

ثانيًا: الدولة الأويغورية:

وهى دولة مستقلة كونها جماعة من الأتراك الأويغور فى

«التركستان» شمالى غرب أواسط آسيا، وكانت هذه الدولة ذات

حضارة متميزة؛ أسهمت بنصيب وافر فى جذب القبائل البدوية فى

المناطق المجاورة إلى الأخذ بمظاهرها.

ثالثًا: الدولة القراخطائية:

وتقع فى الجنوب الغربى بين «مملكة الخوارزميين» من جهة الغرب،

ومساكن المغول فى الشرق، وكانت تمثل - بموقعها هذا- حائط الصد

<<  <  ج: ص:  >  >>