أقوى القبائل فى المنطقة المغولية فى القرنين الخامس والسادس
الهجريين، وبسطت نفوذها وسيطرتها على معظم القبائل المجاورة
لها والمحيطة بها، واعتنق ملكُ «الكرايت» المسيحية فى سنة
(٣٩٨هـ)، فتبعه رعاياه، وعرفت هذه القبائل فى «أوربا» منذ ذلك
الحين.
٣ - قبيلة نايمان: إحدى القبائل التركية التى غلب عليها الطابع
المغولى، وقد اعتنقت هذه القبيلة المسيحية، شأنها شأن قبائل
«كرايت»، ومع ذلك فإن أفرادها ناصبوا قبائل «كرايت» العداء،
وكثيرًا ما نشبت الحروب بينهم.
٤ - المغول: نشأ «المغول» الأصليون فى المنطقة المعروفة باسم
«هضبة منغوليا» شمالى صحراء «جوبى»، وتنقسم منغوليا إلى
قسمين: قسم شمالى غربى، به جبال كثيرة؛ تتخللها وديان تغطيها
الحصباء، وقسم جنوبى شرقى، منخفض؛ يشمل بقية صحراء
«جوبى»، وهو سهل متسع، تغطيه طبقة من الحصباء شديدة
الصلابة، وكانت القبائل المغولية فى هذه المنطقة تعيش مستقلة عن
بعضها، وتتقاتل فيما بينها، أو مع جيرانها، ولاسيما التتار. وقد
ظهرت طائفة «قيات» التى نشأ فيها «جنكيزخان» من بين هذه
القبائل.
امتاز مناخ هذه المنطقة بشتاء طويل تشتد فيه البرودة، وتهطل فيه
الأمطار، وتنخفض درجة الحرارة فى بعض جهاتها إلى (٥٨) درجة
تحت الصفر، فتتجمد المياه، فإذا ما حل الصيف القصير -بضعة
أسابيع- تشتد الحرارة وترتفع درجاتها - أحيانًا - إلى (٦٠) درجة
مئوية.
وقد انقسمت القبائل المغولية من حيث المعيشة والعمل إلى نوعين:
الأول: عمل بالرعى، ويعيش إلى جوار المراعى.
والنوع الآخر: عمل بصيد الأسماك من الأنهار، والحيوانات من الغابات،
لذا فقد كانت هذه القبائل تبدو أكثر بدائية وتوحشًا، ولا علاقة لها
بالعالم المتحضر - بسبب معيشتهم بالغابات - إلا عن طريق القبائل
الرحالة، التى استفادت من جوارها للأويغوريين المتحضرين،
ولامبراطورية «كين» فى «الصين الشمالية»، ومع ذلك لم يكن لهم